بالرغم من وجود الكثير من المظاهر السلبية في الصحافة التونسية إلا أنه هناك تجارب مضيئة.... بالإضافة لصحف يومية مثل "الصباح" أعتقد أن جريدة "الشعب" (لسان "الاتحاد العام التونسي للشغل" و التي تصدر أسبوعيا كل يوم سبت) حافظت على خط تحريري جاد و مستقل خاصة أنها من بين أعرق الصحف التونسية. و بالرغم من أنها فئوية (أي تمثل منظمة محددة و هي المنظمة النقابية) إلا أنها تمثل مصدر ذي مصداقية في المشهد الإعلامي منفتح على بقية القطاعات حيث تصدر ملحق ثقافي (كل أسبوعين حسبما أتذكر) من أفضل الملاحق الثقافية في الصحف التونسية كما تتابع أخبار مختلف القطاعات المهنية التي هي خارج "إتحاد الشغل" بما في ذلك قطاع المحامين (و الذي يشهد إنتخابات هئيته و عمادته في الأيام القادمة). و لأن لها مكان خاص في قلبي (حيث أتذكر نسخها المبعثرة دائما في المنزل و التي لم تتوقف حتى عندما وقع منعها في ظروف الصدام الإجتماعي المؤسفة خاصة سنة 1978) فإني أرغب في توجيه تحية لمؤسسيها و القائمين عليها

أكثر من ذلك تقوم "الشعب" و من ورائها "إتحاد الشغل" بعمل مهم في علاقة بالمشهد الصحفي بشكل عام.... حيث يتدارس الصحفيون التونسيون منذ مدة القيام بتأسيس أول "نقابة للصحفيين" تحت لواء "إتحاد الشغل" و هو حلم الصحفيين التونسين منذ سنة 1949 (مثلما توضح الصورة أعلاه أين يظهر فرحات حشاد في صدارة صحفيين يحملون لافتة تؤكد أن تأسيس نقابة للصحفيين "أمر لابد منه")... و بالرغم من بعض الجدال خاصة فيما يخص صلاحيات "جمعية الصحفيين" و هي جمعية عريقة (و لكن حتى الآن دون صلاحيات نقابية بالرغم أن البعض يرغب في الحصول على مثل هذه الصلاحيات) فمن المرجح أن مختلف أطياف الصحفيين يتفقون على إنجاز تأسيس نقابتهم بمعزل عن خلفياتهم السياسية


عدد التعاليق: 5

    تعليق: LOUKA ...  
    23 جوان 2007 في 5:40 م

    الحمد لله
    الله يرحم فرحات حشاد


    تعليق: abunadem marzouki ...  
    24 جوان 2007 في 6:16 م

    نختلف معاك يا طارق في اعتبار الشعب اليوم طفرة في المشهد الاعلامي انا كاتب عام نقابة تعليم ثانوي وكيفي برشة نقابيين رغم اللي القانون يلزمنا باش نشتركوا في الجريدة الا ان حتى واحد ما يحب يشارك في جريدة شطر اخبارها كورة وفن وتعاليق لا ترقى الى مستوى الحرفية حتى الاخبار النقابية بالكاد تغطيها اليوم واذا صارت راهي لامر في نفس يعقوب وحتى المؤتمر الاخير للاتحاد جبدو مشكلة الجريدة والاشتراك فيها طلبواالنقابيين من جراد باش ترجع الجريدة الى خطها النضالي والنقابي وقتها نشاركو فيها... يا حسرة على جريدة الشعب


    تعليق: Tarek طارق ...  
    25 جوان 2007 في 1:27 ص

    السيد أبو ناظم نتشرفو.... نحترم كثيرا رأيك و لكن نحب نقول بعض الملاحظات: لقد قدمت تقييما مختصرا حول جريدة "الشعب" في سياق الظرفية الإعلامية الراهنة و ليس في إطار زمني آخر.... في رأيي أن "الشعب" التي ترغب في إرجاعها إلى ما كانت عليه ("الخط النضالي") لم تكن منفصلة عن ظرفيتها الإعلامية ("النضالية" أيضا) في السبعينات و الثمانينات... و في إطار السياق الراهن تبرز جريدة الشعب متمسكة بصفتها كصحيفة نقابية (أعتقد أنه سيكون من المبالغة نفي "الخط النقابي" ببساطة عن"الشعب") و سواء كانت تغطية التحركات النقابية (و أرجو أن نتفق على ملاحظة وجودها) "لأمر في نفس يعقوب" أم كانت في إطار القيام بالمهمة المنتظرة لجريدة تغطي أنشطة نقابات المنظمة التي تصدر عنها (و هي تحركات في غالبيتها تحظى بقبول الهيئات الإدارية و المكتب التنفيذي رغم بعض التضارب أحيانا بين القيادة و القواعد النقابية)... فالتغطية موجودة و أعتقد أنها في ذاتها تمثل بديلا إعلاميا خاصة عندما تنزع الكثير من الأجهزة الإعلامية لتجنب إقحام المصادر النقابية في تغطيتها لهذه الأحداث.... ربما ذلك لا يصل إلى مستوى "النضالية" المنتظرة في رأيك و رأي نقابيين آخرين (و أعتقد أن ذلك أمر مشروع تماما)... و لكنه في رأيي (و هو رأي يقيس دور "الشعب" ضمن المشهد الإعلامي العام ف الوقت الراهن) يمثل بديلا من حيث مصادر الخبر.... بالنسبة لمستويات و عمق المقالات... يجب أن أقول أنه بالإمكان أحسن مما هو موجود خاصة أن الساحة النقابية تزخر بالكثير من المختصين في مجالات مختلفة ممن يمكن لهم تقديم الإضافة... غير أنني أشرت في نفس الوقت إلى الملحق الثقافي (أعتقد أن المشرف عليه سليم دولة) و التي أعتقد أنها مساهماتها مهمة.... على كل حال ما أريد قوله هو أه مع مشروعية رغبة أي من النقابيين في وجود الجريدة التي يعتقدون أنها يجب ن تمثلهم من الضروري في المقابل أن يتم الانتباه إلى أن "الشعب" هي أيضا صحيفة تصدر في ظرفية تاريخية محددة تكتسب منها خاصياتها... و بالرغم من ذلك فهي منفلتة عن بعض ضوابط هذه الظرفية...
    أخيرا أشكرك على ملاحظاتك و أرجو أن نواصل الحوار في هذا الموضوع و في غيره... بالمناسبة أعتقد أن مدونتك هي المدونة الوحيدة التي يحررها نقابي تونسي.... دخلت للتاريخ يا خونا أبو ناظم
    ;)


    تعليق: abunadem marzouki ...  
    25 جوان 2007 في 11:07 ص

    والله من دون مجاملة يا طارق انا ديما نقول اللي مدونتك هي افضل المدونات التونسية على الاطلاق وانا ديما نتبع في كتاباتك اما اكيد ابتعادك عن الساحة الاعلامية هنا ربما هو اللي خلاك تحكم عليها من منظور اش كانت الشعب صحيح فيها صحافيين ومناضلين ذو حرفية عالية ونضالية ربما هي اللي خلات الجريدة ما تنزلقش للاسوا اما في رأيي جريدة الموقف قاعدة تعمل في تحول كبير في ها المشهد الاعلامي التعيس و كذلك جريدة مواطنون .اما نتمنوا ترجع الشعب للخط الصحيح.


    تعليق: Tarek طارق ...  
    26 جوان 2007 في 10:22 ص

    شكرا أبوناظم على العبارات الجميلة… أما راني نتبع في الشعب في الإنترنت بشكل متواصل… و زيد كل ما نروح في الصيف نتبعها بشكل متواصل…. و زيد نسئل الناس إلي تبعها… بالنسبة لل"الموقف" و "مواطنون" نتبع فيهم بشكل متواصل في الانترنت (على عكس الشعب يقع نشر العدد كامل بالنسبة للجريدتين هذوما)… و قاعدين يقومو بعمل لاباس بيه… لكن الحقيقة نتوقع أفضل برشة من مقالات التحليل و الرأي إلي موجودة فيهم…. على كل حال الجرايد هذية إل كل تستحق التشجيع رغم الإمكانيات المتواضعة



طارق الكحلاوي
نشأ طارق في أحد مدن الضواحي مدينة رادس الواقعة في الجمهورية التونسية. يشغل الآن موقع أستاذ في جامعة روتغرز (قسمي التاريخ و تاريخ الفن). تلقى طارق تكوينه الجامعي في جامعة تونس (كلية 9 أفريل، إجازة و دراسات معمقة في التاريخ و الآثار) و جامعة بنسلفانيا (رسالة دكتوارة في تاريخ الفن). و يعلق بانتظام على القضايا و الاوضاع العربية باللغتين العربية و الانجليزية في مواقع و صحف مثل "الجزيرة.نت" و "القدس العربي" و "الحياة" و "العرب نيوز" و "ميدل إيست أونلاين"، و يكتب عمودا أسبوعيا في جريدة "العرب" القطرية. يكتب أيضا في قضايا ثقافية و نظرية تخص الاسلام المعاصر في المجلة البيروتية "الآداب". و تمت استضافته للتعليق في قناة "الجزيرة الفضائية" و قناة 13 "بي بي أس" (نيويورك).

Tarek Kahlaoui
Tarek grew up in the suburban city of Rades in Tunisia. He is currently an Assistant Professor at Rutgers University (a joint position in the Art History and History departments). Tarek graduated from the University of Tunis (Bach. and DEA in history and archeology) and University of Pennsylvania (Ph.D. in history of art). Tarek also comments regularly in Arabic and English on Middle Eastern issues and politics in Aljazeera.net, Al-Quds Al-Arabi, Al-Hayat, Arab News, and Middle East Online, and writes a weekly column for the Qatari newspaper Al-Arab. He also writes on intellectual and theoretical issues related to contemporary Islam in the Lebanese magazine Al-Adab. He was also invited to comment in Al-Jazeera Channel, and in Channel 13 (PBS-New York).