في الفترة الأخيرة أضحت مسألة إلغاء عقوبة الإعدام "قضية مركزية" لدى بعض الأطراف العربية التي تقدم نفسها بعناوين كثيرة في صدارتها عنوان "التقدمية". المثير للإنتباه أن ظرفية الطرح عكست تناولا سياسويا و إنتهازيا حاول استثمار لحظة الغضب الملاحظة في عيد الإضحى الفارط عند إعدام الرئيس العراقي. تثير المسألة بالنسبة لي الكثير من الشكوك خاصة عندما يتم الموازاة بين موقف رفض عقوبة الإعدام مع "التقدمية" و "الحداثة"... كأن "التقدمية" و "الحداثة" لم تبن قسطا هائلا من سجلها التاريخي (بمعزل عن مساوئه و إيجابياته) على الجماجم.... و كأن هناك "إجماعا دوليا حداثويا" حول هذا الموضوع و هو الأمر الأبعد عن الحقيقة...
و لهذا تحديدا لا يوجد بالضرورة تلازم بين "التقدم" و إلغاء عقوبة الإعدام كماهو واضح في الخريطة أعلاه...
و تبدو لي هذه المسألة في غاية الطوباوية خاصة عندما يتم طرحها في مجتمعات لم تحسم قضايا أكثر أهمية مثل التنمية و الدمقرطة و رفع الأمية و أخيرا إمكانية الإحتلال الخارجي... عندما يقع ترويج مسائل من نوع "إلغاء عقوبة الإعدام" و "المساواة في الإرث" بهذه الشاكلة الدعائية و يقع تقديمها على أنها قضايا "ملحة" و "مركزية" و كأننا إزاء أوركسترا متناسقة لا تعيش بيننا و ليست على علم بمعضلات و أوساخ أكثر نتونة أشعر بما يقرب الغثيان... حيث تبدو لي مسائل مهمة و في غاية الحساسية مثل التحديث و التقدم مشوهة و بمكياج صيني مقلد... كيف يمكن إلغاء عقوبة الإعدام عندما لم نحسم بعد مسائل من نوع تقديس الحياة... عندما يكون دور الدولة التحكيمي في بعض المجتمعات موضع تساؤل أصلا و من ثمة يكون الثأر روتينا يوميا.... أعتقد أن الأخطر من معاداة "التقدمية" بعض "التقدميين" الجهلة المنتشرين كالفطر في هذا الزمن الناقص ثقافة... و لايوجد أتعس و أقل نباهة من الأجندات "الظلامية" من الأجندات المستوردة جنبا الى جنب مع سلع ليست أقل استهلاكية كمرهم النيفيا و شامبو الجوجوبا...

لا أعتقد أننا نحتاج للكثير من التمحيص حتى نفهم أن كل إنجاز ثقافي أو قانوني تشريعي هو ناتج عن مسار تاريخي خاص بظرفيته الإجتماعية و الثقافية و السياسية... و لهذا عندما يتم فرض "تقدمية" فوقية لا ينبغي أن نقوم بالنواح عندما تنكشف بعد زمن وجيز سطحية تلك الإنجازات... و بمعنى آخر أفهم أن يناقش الأمريكيون قضية إلغاء عقوبة الإعدام و لو أن ذلك لا يتم بالمناسبة على قاعدة "التقدمية" و "الظلامية" كما تفعل بعض الطحالب "القدمية" الساذجة بيننا... و لكن أن نطرحه في مجتمعات عربية و إسلامية لازالت تنقاش في قضايا بنيوية من نوع طبيعة الدولة... فذلك يذكرني بأسطورة أهل الكهف دون الأساطير الأخرى...


عدد التعاليق: 10

    تعليق: Mani l'Africain ...  
    5 جوان 2007 في 5:15 ص

    طارق ،

    أتابع مدونتك منذ فترة ولا أظنك قدمت حلولا لمشاكل مثل : "التنمية و الدمقرطة و رفع الأمية و أخيرا إمكانية الإحتلال الخارجي". عوضا عن انتقاد اختيار المواضيع لماذا لا تعطينا رأيك في المواضيع التي تراها أنت ذات أولوية ؟ إذا كان البعض يعتقد أن إلغاء عقوبة الإعدام خطوة نحو التقدم فليعبروا عن رأيهم ، لماذا نعتهم ب"التقدميين الجهلة" ؟

    ليست هناك قضية أكثر إلحاحا من قضية أخرى في عالمنا العربي الممتلئ بأوساخ تبعث على الغثيان. إن ترتيب القضايا التي تستحق النقاش من قضية "ذات أولوية قصوى" إلى "قضية ثانوية غير جديرة بالنقاش" هو خطوة أولى نحو الفاشية. ألم تقم النظم الإستبدادية العربية على مقولة " لا صوت يعلو على صوت المعركة" ؟ ألا يتهم كل من يتحدث عن دارفور بتمييع القضية الفلسطينية ؟ ألا يتهم من يتناول قضايا تحرير المرأة بالإنبتات وركب ركاب الإستعمار الثقافي ؟؟

    في الأخير، هل لك أن تفسر لنا نوعية الشكوك التي ترتابك إزاء المنادين بإلغاء عقوبة الإعدام ؟

    تحياتي لك

    ماني الإفريقي


    تعليق: StartUp.Tunisie ...  
    5 جوان 2007 في 5:17 ص

    Une précision: Al AL Kahf n'est pas une légende, c une réalité


    تعليق: Tarek طارق ...  
    5 جوان 2007 في 5:40 ص

    ماني يا نمر: مقاربتك لما كتبت تعكس إشكالا أساسيا هو التالي: لم يكن موضوع التدوينة ما إذا كان هؤلاء "قدموا حلولا" أم لا لأي قضايا كانت... و لا أعتقد أن ما سأكتبه أو ما ستكتبه أو ما سيكتبه أي عبقري فذ يمكن بأي حال أن "يقدم الحلول"... مهمة "الحلول" تلك تتم في إطار صراع كبير بين الفعل و الكلمة في إطار جماعي و ليس فرداني.... و بالمناسبة هذه فكرة أخرى من أفكار "التقدمية" الطوباوية التي أتحدث عنها... أحد أهم مظاهر طوباويتها: نزعتها الفردانية الإرادوية.... لكن التاريخ يفرض علينا مراحله و مشاكله.... لا يمكن أن ننعت بالفاشية كل شيئ لا يحلو لنا بما في ذلك معطيات الواقع الذي نعيشه (الأفضل عدم الإرتماء بطفولية على ظهر شعارات مدوية من نوع "مقاومة الفكر الفاشي" عند نقاش هذه المسألة)... و هناك فكرة جديرة بالاهتمام ربما تعرفها: لا يطرح علينا العالم إلا المشاكل التي نستطيع حلها.... ليس هناك ترتيب فوقي للقضايا... مجتمعنا هو الذي يرتبها.... هو الذي يقرر وفق المراحل التاريخية التي يمر بها... و أرجوك لا تقل لي أننا نحتاج إلي "سبر آراء" حتى نعرف أن مجتمعنا يفكر في قضايا التنمية مثلا أو حق التعبير أكثر بكثير مما يفكر (هذا إذا فكر أصلا) في مسألة إلغاء عقوبة الإعدام.... أرجوك "الرفيق" ماني قليلا من الجدية... عدى ذلك يسعدني أنك متابع لمدونتي

    قيس: أعذرني و لكن بوصفي مؤرخا كلاسيكيا لا أستطيع أن أمنح أهل الكهف أكثر من مجال الأسطورة


    تعليق: StartUp.Tunisie ...  
    5 جوان 2007 في 6:06 ص

    Mais si tu te consière comme un historien, le coran est aussi un livre d'histoire sur les peuples qui nous ont précédés
    Tu ne pense pas ?


    تعليق: Tarek طارق ...  
    5 جوان 2007 في 6:30 ص

    نعم قيس هو مصدر تاريخي.... لكن ليس كل ما يقال في المصادر المكتوبة عموما مطابق للواقع... تلك قاعدة أساسية من الناحية الأكاديمية بدونها سننتج تاريخا أسطوريا... في تلك الحالة لا يمكن أن نلوم "المؤرخين التوراتيين" عندما يؤرخون لتاريخ فلسطين على أساس توراتي خرافي....
    على كل حال قصة أهل الكهف مثيرة للغاية و هو ما يجعلني أتمنى أن تكون واقعية
    ثم إن للقرآن مكانة روحية خاصة لدينا كمسلمين أتمنى أن لا نقحمه في تفاصيل من هذا النوع


    تعليق: Mani l'Africain ...  
    5 جوان 2007 في 11:47 ص

    أصحح إذن ما قلته يا طارق : أنا لا أعيب عليك عدم تقديم الحلول لمشكلات تعتبرها أنت مركزية ، بل أعيب عليك أن تلوم الآخرين على اختياراتهم من منطلق أنه توجد قضايا رئيسية وأخرى فرعية.

    مثلا أنا لا أهتم بفن العمارة الإسلامي (من الممكن أن يكون الموضوع شيقا لكنه لم يجلب اهتمامي إلى اليوم) لذلك لا أقرأ مدونتك حول هذا الموضوع ، لكنني لن ألومك على شغفك به كما أنني لن ألوم من يناضل من أجل إلغاء عقوبة الإعدام رغم أني أعتبرها مثلك قضية غير جوهرية.

    أنت تدين الأفكار الطوباوية لذاتها في حين أنه ما كان للبشرية أن تتقدم لولا اليوتوبيا. أعتقد أن الفكرة الطوباوية يحكم عليها من خلال قدرتها التعبوية من جهة وإمكانات تطبيقها الجزئي من جهة أخرى. مثال : أروبا المندمجة إقتصاديا فكرة طوباوية في الخمسينات لكنها كانت قادرة على تعبئة الرأي العام وعلى دفع الجهود في الإتجاه الصحيح ، واليوم أضحت فكرة معقولة ومقبولة.

    عندما ينادي البعض بإلغاء عقوبة الإعدام ، فذلك من شأنه في مرحلة أولى أن ينقص من عدد حالات الإعدام في العالم العربي . يعني أن نضال هؤلاء الناس يمكن أن يجعل مجتمعاتنا أقل قمعية : ذلك ما أسميه خطوة على الطريق الصحيح. أما عن القدرة التعبوية لهذه الفكرة فهي تكاد تكون معدومة ، وفي ذلك يكمن ضعفها الفادح.

    أما عن الفاشية فأنا لا أدعي محاربتها ولم أقل يوما إنك فاشي (قلت إن تصنيف القضايا يمثل خطوة أولى نحو الفاشية من حيث أنه يشرع للناس ما يمكن أن يخوضوا فيه وما هو ثانوي غير جدير بالنقاش).

    لا أعتبر نفسي ضمن أية إيديولوجيا ، أيها الرفيق طارق !!

    أخيرا تصور لو كان كل الناس ذوي نزعة فردانية إرادوية ، أليس ذلك أحسن من أن يكونوا متقبلين لا فاعلين في حركة التاريخ والمجتمع ، عوض أن ينتظروا الآخرين ليقدموا لهم كل شيء ؟؟ ستقول إنها فكرة طوباوية أخرى أليس كذلك ؟

    تحياتي أيها الرفيق

    ماني الإفريقي


    تعليق: Tarek طارق ...  
    5 جوان 2007 في 4:32 م

    أنا لا "ألوم الآخرين (فقط) على اختياراتهم" أنا ألاحظ أن هناك أطرافا تقرر أن تضع أجندات مفاجئة و تقرر أن تكون تلك "قضايا مركزية".... و قبل ذلك أن تتكلم باسم "التقدمية".... و حتى الآن في الحقيقة "الرفيق" النمر ماني لم تعبر للضفة الأخرى و تحاول نقاش الموضوع بالأساس: ما هو رأيك في أن يعتبر البعض مسألة إلغاء عقوبة الإعدام "قضية مركزية" يقع تجييش إعلامي لها بمعزل عن ظرفيتك التاريخية و السياسية و الثقافية....

    يجب أن ألاحظ أنك عوض القيام بذلك قمت بملاحظات عكست الكثير من الخلط و على عدة مستيويات.... في مستوى أول هناك خلط بين مفاهيم مثل "التصور" و "النظرية" و "التخطيط" من جهة أولى و مفاهيم "المثالية" و "اليوتوبيا/الطوباوية" و "الأسطورة" من جهة أخرى. ليس كل تصور هو يوتوبيا بالضرورة.... و لكن هناك تصورات طوباوية. طبعا ما يمكن أن نسميه "الخيال" أحيانا كمحرك دافع للإنجاز النظري ليس "اليوتوبيا"... مثلا "خيال" أنشتاين كان مؤسسا فيزيائيا و لم يكن مجرد "شطحات فانتازية"... "ما جعل البشرية تتقدم" ليس اليوتوبيا بل "الخيال" المؤسس فيزيائيا و عقلانيا و تاريخيا... ذلك ينطبق كذلك على خطط السوق الأوروبية المشتركة حيث لم يكن ذلك تصورا طوباويا بل مؤسسا تاريخيا و عقلانيا و لهذا تحديدا نجح.... و بهذا المعنى يجب أن نقارب مسألة "المغرب الكبير" و ليس من مواقع طوباوية تم تجريبها في السابق.... هذا الخلط الأول في المستوى الأول.... الخلط الثاني في مستوى الخلط بين مفاهيم مثل "الاهتمامات الأكاديمية" و "الهوايات" من جهة أولى و مفاهيم مثل "القضايا المركزية" و "الأجندات السياسية و التعبوية" من جهة ثانية. أنا لدي إهتماماتي الشخصية و الأكاديمية و لكني لا أدعي أن تلك "قضايا مركزية" و على الجميع التجند من أجلها. لدي في المقابل اهتاماتي الفكرية و السياسية و في هذا الإطار لدي تصوراتي الخاصة حول ماهية "القضايا المركزية" التي نعيشها. لذلك فإن مثالك حول "الفن الإسلامي" يعكس خلطا عميقا في هذا الإطار.

    المشكل الأساسي يا ماني أنك ترفض على المستوى النظري أن تناقش مسألة وجود "قضايا مركزية" بالرغم من قناعتي الكاملة أنك من حيث الممارسة لك تصور حول ماهية "القضايا المركزية" في عصرنا هذا.... إن الرفض النظري و على مستوى القول لوجود "قضايا مركزية" لا يعدو أن يكون عنادا طفوليا لا يبعث على الإهتمام.... بالمناسبة وجود "قضايا مركزية" في أي عصر و مجتمع معين لا يعني أنه لا توجد قضايا أخرى تستحق الاهتمام.... و بهذا المعنى مثلا فإن واقع مركزية الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة (و بالتأكيد يصعب أن تجد محللا استراتيجيا واحدا يعتبر أن ذلك غير صحيح بغض النظر عن خلفياته السياسية و الايديولوجية) لا يعني ألا نهتم أيضا و نند بالمجازر بوضعيات أخرى للصراع في المنطقة مثل تلك التي في دارفور....


    تعليق: Mani l'Africain ...  
    5 جوان 2007 في 5:29 م

    من هي هذه الأطراف التي تضع أجندات مفاجئة يا طارق ؟ قلها وأرحنا . وإن كنت تتهم طرفا بعينه فسمه وهات دليلك. لماذا التلميح واتهام الآخرين باطلا؟ لماذا هذا الأسلوب "الجزيري" البحت؟

    سألتني عن رأيي في أن يعتبر البعض مسألة إلغاء الإعدام كمسألة مركزية ، ليس من شأني إبداء رأيي حول المواضيع التي يختارها الآخرون. إذا كنت مؤمنا بحرية التعبير فما يراه الآخرون مركزيا ومهما يمكن أن يبدو لي ثانويا لكن من واجبي ألا أتدخل في اختياراتهم .

    أنا مؤمن أن القضايا المركزية في البلدان العربية تبقى التنمية والديمقراطية. لا يعني ذلك أني سأهاجم كل من لا يتحدث في هذين الموضوعين.

    أما عن "الخلط" الذي سقطت فيه ، فدعني أدافع عن نفسي :

    0 حول الخلط بين "التصور / التخطيط" و"الطوباوية" : ألفت نظرك فقط إلى أن اليوتوبيا يمكن أن تكون ملهمة الخيال والدافع للتخطيط. ففي مثال أوروبا لو لم يكن هناك حالمون بأوروبا موحدة وقوية لما خطط آخرون للسوق المشتركة تخطيطا "فيزيائيا و عقلانيا و تاريخيا.." بالطبع أروبا الموحدة اليوم لا ترضي الطوباويين لأنهم مثاليون بطبيعتهم ، لكنها تدين لهم بالكثير.

    0 حول اختيار مثال التخصص المهني : كنت أعرف أنه مثال سيء. لكن وكما يقول أستاذ درسني الفرنسية : "الأمثلة يمكن أن تكون سيئة لكن ما يستحق النقاش هو البرهان العقلي لا المثال".

    لا أرفض مناقشة مسألة وجود قضايا مركزية وقد صرحت بالقضايا التي أعتبرها مركزية في بداية هذا التعليق. الأمر ليس عنادا طفوليا يا طارق (بالمناسبة يمكن التكهن أنك أستاذ من خلال أسلوبك في الرد). لكن الهدف من تعليقي السابق لم يكن مناقشة وجود قضايا رئيسية من عدمه ، بل ابراز "مصادرتك" لحق الآخرين في ترتيب الأولويات حسب تصورهم الخاص (لا أجد عبارة ألطف من "مصادرة").

    أنا وأنت يمكن أن نتفق على ماهية المسائل الرئيسية ، لكن إسلاميا سيقول إن الرجوع إلى أصل الإسلام هو المسألة الرئيسية ويرد عليه آخر أن الأولوية هي الوحدة العربية... الخ. المسألة مسألة مبدأ : كل يصنف القضايا حسب مفاهيمه الخاصة وإن لم تكن القضية التي اختارها ذات بال فإنه لن يجد له صدى لدى النخبة ولدى الجمهور على حد السواء. هذا على اعتبار أننا نعيش في بيئة ديمقراطية ...

    تحياتي لك ولقرائك ،

    ماني (النمر) الإفريقي


    تعليق: Tarek طارق ...  
    5 جوان 2007 في 6:18 م

    مرة أخرى الكثير من العناد الطفولي. سأكتفي بملاحظات برقية
    -الأطراف ذكرتها. لا يتعلق الأمر بمؤامرة خفية ماسونية. عذرا و لكن لن تجد في "الخصم الجزيري" الذي ترغب في وجوده. هي أطراف عربية يسراوية فقدت بريقها المعدني و تبحث عن منصات جديدة. لم يكن من الضروري أن نضيع الوقت في هذه النقطة لو نظرت الى الروابط التي ضمنتها في المقال
    -من حقي أن أهاجم و أنتقد و أدحض ذلك يدخل ضمن حدود حقي في التعبير. ليس لذلك علاقة بالمصادرة. الذي يصادر يجب أن يملك سلطة المصادرة و تلك سلطة لا أملكها بل الأكثر من ذلك تعودت على مواجهتها و بصدر مكشوف أيها "الرفيق ماني". تلك ملاحظة ساذجة و يستعملها من يريد أن ينمثل موقع الضحية عوض أن يواجه النقاش بحجج أكثر مدعاة للإهتمام
    -"الحالمون بأوروبا" لم يكونو طوباويين. خلق مشروع مارشال و الظرفية العامة التي ما تلت الحرب "حالمين يقضين"... كانوا هم ذاتهم المخططين الذين يستندون في تحقيق مشروعهم الى معطيات "فيزيائية و عقلانية و تاريخية"... لم يكن يخطر ببالي أننا سنحتاج للنقاش حول ذلك
    --ليس فقط "المثال سيئ" بل هو "البرهان العقلي" الذي أردته بذكر المثال. و هكذا لم تواجه مسألة الخلط بين الاهتمامات الأكاديمية و التصورات السياسية.
    -حتى الإسلاميين يتفقون على أن قضايا عصرنا هي مسألة طبيعة الدولة (تلك هي في النهاية قضية الدمقرطة). و لو أنهم يطرحونها بطريقتهم الخاصة. بالمناسبة لا يوجد انسجام في الرؤى بين الإسلاميين... تلك أطروحة مهترئة. مثلما لا يوجد تجانس على الأقل في مستوى الممارسة في علاقة بهذه المسألة في معسكر "التقدميين" الواسع جدا مفهوميا
    -لا أحتاج أن أكون "أستاذا" حتى أرى العناد الطفولي فيما كتبته... تتسلح بعناد طفولي طالما تنسحب بالنقاش الى زوايا ليس له بها علاقة.... لا يبعث ذلك على العار بقدر ما يجب أن يبعث على الضجر

    تحياتي الى شعار النمر


    تعليق: Mani l'Africain ...  
    6 جوان 2007 في 2:34 ص

    شكرا على وقتك أستاذ طارق. لقد أجبت بطريقة ينتفي بعدها الحوار. إذا كنتُ ذا عناد طفولي وملاحظاتي ساذجة ثم أني أبعث على الضجر ، لماذا تكلف نفسك عناء الإجابة إذن ؟

    نصيحة مني اإليك طارق : انزل قليلا من عليائك واترك الآخرين يناقشونك بندية. هل علي أن أوافق على كل كلمة كتبتها حتى لا تنعتني بالعناد ؟

    ستقول إني أتمثل موقع الضحية عوض أن أواجهك بحجج أكثر مدعاة للإهتمام. لكنني أقول لك فقط إن طريقتك في الحوار هي التي لا تشجعني على مواصلته معك.


    فأنت الذي جر الحوار إلى زوايا ليس له بها علاقة (أي الحكم على الشخص الذي يخاطبك عوض تفنيد أفكاره).

    سأقرأ لك بنفس الشغف يا أستاذ. لكنني سأحتفظ بأفكاري الطفولية لنفسي.

    ماني الإفريقي



طارق الكحلاوي
نشأ طارق في أحد مدن الضواحي مدينة رادس الواقعة في الجمهورية التونسية. يشغل الآن موقع أستاذ في جامعة روتغرز (قسمي التاريخ و تاريخ الفن). تلقى طارق تكوينه الجامعي في جامعة تونس (كلية 9 أفريل، إجازة و دراسات معمقة في التاريخ و الآثار) و جامعة بنسلفانيا (رسالة دكتوارة في تاريخ الفن). و يعلق بانتظام على القضايا و الاوضاع العربية باللغتين العربية و الانجليزية في مواقع و صحف مثل "الجزيرة.نت" و "القدس العربي" و "الحياة" و "العرب نيوز" و "ميدل إيست أونلاين"، و يكتب عمودا أسبوعيا في جريدة "العرب" القطرية. يكتب أيضا في قضايا ثقافية و نظرية تخص الاسلام المعاصر في المجلة البيروتية "الآداب". و تمت استضافته للتعليق في قناة "الجزيرة الفضائية" و قناة 13 "بي بي أس" (نيويورك).

Tarek Kahlaoui
Tarek grew up in the suburban city of Rades in Tunisia. He is currently an Assistant Professor at Rutgers University (a joint position in the Art History and History departments). Tarek graduated from the University of Tunis (Bach. and DEA in history and archeology) and University of Pennsylvania (Ph.D. in history of art). Tarek also comments regularly in Arabic and English on Middle Eastern issues and politics in Aljazeera.net, Al-Quds Al-Arabi, Al-Hayat, Arab News, and Middle East Online, and writes a weekly column for the Qatari newspaper Al-Arab. He also writes on intellectual and theoretical issues related to contemporary Islam in the Lebanese magazine Al-Adab. He was also invited to comment in Al-Jazeera Channel, and in Channel 13 (PBS-New York).