توة حوالي شهرين التالي أصدر درويش قصيدة جديدة كانت حدث لمجرد صدورها... كيفما قلت وقتها (هنا) كيف يولي صدور قصيدة حدث فهذا مؤشر على الوضع الثقافي المتوسط في الوقت الراهن... درويش من القلائل من الشعراء العرب القلائل إلي حافظو على نسق شعري غير عادي...

درويش من الشعراء إلي كبرت معاهم... من الكتاب إلي يخليك تحلم... مجرد تحلم أنك تكون "شاعر"... كان من الكتاب إلي أدركت معاهم قداش فمة سحر في مجرد القول.... بدون أي مجملات أو محسنات... القول وحدو... و لهنا القول بكل ما فيه... مش ما هو مكتوب فقط بل أيضا القول كفعل متكلم و مسموع... كنت نستمتع بصوت درويش... فيه عمق و حرارة متميزين....

تميز درويش أنو هو نفسو كان يكبر بشكل متواصل... لأنو درويش "سجل" هو حاجة مختلفة أسلوبا و محتوى على درويش "الجدارية" مثلا... كان عندو فكرة أساسية ديما يدافع عليها بقوة... تحرير الشعر من النمطية... كان يرفض أنو يقع إختزالو أو إختزال الشعر الفلسطيني في نمطية "الشعر الوطني".... درويش نجح في أن يكون شاعر مش مجرد محرض سياسي.... مس القلوب حالة ما ينجم يحققها كان الشاعر... و درويش كان شاعر... و هذية أشرف حاجة ممكن كان يفتخر بيها... و لأنو هو شاعر فكان من الطبيعي أن يدافع على بلادو... مش ممكن لشاعر أنو ما يدافعش على بلادو خاصة كيف تكون معرضة لحالة إستئصال... دافع عليها بأسلوب رفيع... بمجرد البرهنة على أنها قادرة أنها تنجب شعراء.. شعراء بالحق يخترقو اللغات و يسافرو بعيد.. بعيد برشة... أثبت أنو الأرض هذيكة كان فيها شعب... و هذية ممكن برهنة بقوة معنوية في حجم القوة المادية في مواجهة مقولة "أرض من دون شعب" العنصرية...

إنتمى درويش سياسيا و ايديولوجيا للماركسية (الحزب الشيوعي الفلسطيني.. و بالصفة هذيكة كان درويش عضو اللجنة التنفيذية متاع منظمة التحرير الفلسطينية إلي استقال منها إثر "إتفاققيات أوسلو")... لكنو أنجب شعر إلي يمس الناس الكل... كيفو كيف بقية شعراء "فلسطين 48" من توفيق زياد و سميح القاسم كان ناجح في أنو الناس "تنتميلو" من دون أي خلفيات... درويش كان مثقف أيضا... مثقف من النوع الرفيع و النادر في هذا الزمن... ما فماش أكثر دلالة على درويش كحالة ثقافية تتجاوز هويتو الشعرية من مجلة الكرمل إلي كان يشرف على تحريرها...

رحمة الله عليك يا درويش... يا شاعر


لا يوجد أي تعليق


طارق الكحلاوي
نشأ طارق في أحد مدن الضواحي مدينة رادس الواقعة في الجمهورية التونسية. يشغل الآن موقع أستاذ في جامعة روتغرز (قسمي التاريخ و تاريخ الفن). تلقى طارق تكوينه الجامعي في جامعة تونس (كلية 9 أفريل، إجازة و دراسات معمقة في التاريخ و الآثار) و جامعة بنسلفانيا (رسالة دكتوارة في تاريخ الفن). و يعلق بانتظام على القضايا و الاوضاع العربية باللغتين العربية و الانجليزية في مواقع و صحف مثل "الجزيرة.نت" و "القدس العربي" و "الحياة" و "العرب نيوز" و "ميدل إيست أونلاين"، و يكتب عمودا أسبوعيا في جريدة "العرب" القطرية. يكتب أيضا في قضايا ثقافية و نظرية تخص الاسلام المعاصر في المجلة البيروتية "الآداب". و تمت استضافته للتعليق في قناة "الجزيرة الفضائية" و قناة 13 "بي بي أس" (نيويورك).

Tarek Kahlaoui
Tarek grew up in the suburban city of Rades in Tunisia. He is currently an Assistant Professor at Rutgers University (a joint position in the Art History and History departments). Tarek graduated from the University of Tunis (Bach. and DEA in history and archeology) and University of Pennsylvania (Ph.D. in history of art). Tarek also comments regularly in Arabic and English on Middle Eastern issues and politics in Aljazeera.net, Al-Quds Al-Arabi, Al-Hayat, Arab News, and Middle East Online, and writes a weekly column for the Qatari newspaper Al-Arab. He also writes on intellectual and theoretical issues related to contemporary Islam in the Lebanese magazine Al-Adab. He was also invited to comment in Al-Jazeera Channel, and in Channel 13 (PBS-New York).