حسب تقرير لموقع إيلاف(ِهنا) يبدو أنه تم التوصل لاتفاق شفوي (عبر وسطاء مصريين/أمريكيين؟) بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة و إسرائيل يتم بمقتضاه تفعيل "التهدئة" العسكرية بين الجانبين من خلال وقف إطلاق الصواريخ من الجانب الفلسطيني مقابل وقف الغارات الجوية الإسرائيلية... طبعا هذا ليس حلا لهذا الصراع لكنه مؤشر مهم للغاية فيما يخص تطور الصراع العسكري بين الجانبين: إذ تجاوزنا الزمن الذي تقرر فيه إسرائيل من جانب واحد مدى و توقيت و كيفية هجماتها العسكرية... إذا حاولنا التحلي بالموضوعية و الواقعية فإن هذا التحول التاريخي (الذي أخذ بالتشكل منذ اندلاع الانتفاضة الثانية) يرجع لتوازن الرعب الذي فرضته واقعيا الأطراف الفلسطينية بما في ذلك من خلال إطلاق الصواريخ و العمليات ما بعد الخط الأخضر (أراضي 1948)... طبعا هذه ليست التهدئة الأولى كما أنها لا تتلقى التغطية المطلوبة إعلاميا بالرغم من أهميتها البالغة لأن الأطراف المعنية بها (المقاومة و إسرائيل) لا ترغب في الإعلان عنها لأسباب بديهية... كما أنه لا يوجد ما يضمن تنصل أي من الطرفين (خاصة الجانب لاسرائيلي مثلما حدث سابقا) من الاتفاق... لكن تكراره يشير إلى أننا بصدد مرحلة جديدة في توازن القوة بين الطرفين بالرغم من التفوق التكنولوجي الهائل من الجانب الاسرائيلي... و هو ما يؤكد مرة أخرى أن الاستراتيجيا العربية في مواجهة إسرائيل كانت تعتمد على الخطة الخاطئة منذ عقود: أي المواجهة بالجيوش النظامية و التعرض لهزائم موجعة مما يدفع الأنظمة للالتجاء لمفواضات غير متوازنة استطاع فيها الطرف السارائيلي تمديد الحالة الراهنة... في حين أن الخطة العسكرية المتبعة الآن (لبنانيا، فلسطينيا) نحجت أخيرا في تفعيل جبهات حروب شعبية تفرض على الجانب الاسرائيلي مواجهة المدينيين و ارتكاب مجازر فئيعة في حال ما قرر مواجهة نظامية للمقاومة المحلية... أثبتت هذه الخطة العسكرية نجاعتها في عديد الحالات الأخرى و هي تثبت صحتها الآن

لا يوجد أي تعليق


طارق الكحلاوي
نشأ طارق في أحد مدن الضواحي مدينة رادس الواقعة في الجمهورية التونسية. يشغل الآن موقع أستاذ في جامعة روتغرز (قسمي التاريخ و تاريخ الفن). تلقى طارق تكوينه الجامعي في جامعة تونس (كلية 9 أفريل، إجازة و دراسات معمقة في التاريخ و الآثار) و جامعة بنسلفانيا (رسالة دكتوارة في تاريخ الفن). و يعلق بانتظام على القضايا و الاوضاع العربية باللغتين العربية و الانجليزية في مواقع و صحف مثل "الجزيرة.نت" و "القدس العربي" و "الحياة" و "العرب نيوز" و "ميدل إيست أونلاين"، و يكتب عمودا أسبوعيا في جريدة "العرب" القطرية. يكتب أيضا في قضايا ثقافية و نظرية تخص الاسلام المعاصر في المجلة البيروتية "الآداب". و تمت استضافته للتعليق في قناة "الجزيرة الفضائية" و قناة 13 "بي بي أس" (نيويورك).

Tarek Kahlaoui
Tarek grew up in the suburban city of Rades in Tunisia. He is currently an Assistant Professor at Rutgers University (a joint position in the Art History and History departments). Tarek graduated from the University of Tunis (Bach. and DEA in history and archeology) and University of Pennsylvania (Ph.D. in history of art). Tarek also comments regularly in Arabic and English on Middle Eastern issues and politics in Aljazeera.net, Al-Quds Al-Arabi, Al-Hayat, Arab News, and Middle East Online, and writes a weekly column for the Qatari newspaper Al-Arab. He also writes on intellectual and theoretical issues related to contemporary Islam in the Lebanese magazine Al-Adab. He was also invited to comment in Al-Jazeera Channel, and in Channel 13 (PBS-New York).