توة مازال ما جاش 25 ديسمبر هنا في شرقي الولايات المتحدة... نحب نقول كليمتين قبل ما ندون بالابيض... التدوينة البيضا هي حسب علمي من أقدم المبادرات في البلوقوسفير التونسي بشكل عام (باستثناء المدونات "المواطنية" أو إلي مختصة في الموضوع السياسي) إلي تعبر على رفض للحجب... يعني مدونين "عاديين" (بمعنى إلي السياسة ربما ما تمثلش خبزهم اليومي) قررو الاحتجاج على حجب مدونات تتحدث في السياسة... على كل بالنسبة للي يحب يعرف أكثر فمة حوار قصير من عمناول في مدونة رديون مع آدم يتحدث فيه على حيثيات المبادرة هذية (هنا)... هذية عادة حميدة و يلزم التمسك بيها طالما فمة حجب غير معقلن بالطريقة السايدة توة (حول الحجب و عقلنته شوف مقالي حول الموضوع هنا)... البلوقوسفير التونسي ماشي و يكبر و ماشي و ينضج... فمة أكثر من حادثة تأكد النسق التصاعدي هذاية و آخر مؤشر (و مش المؤشر الوحيد) هو ردة الفعل حول مسابقة المدونات.. و لهنا نحب نقول إلي كيف نقول "ماشي و ينضج" ما نقصدش أنو ماشي و يكثرو فيه الناس الملتزمة بخط سياسي محدد... هذيكة بالمناسبة أحد مؤشرات نضجو لأنو مانجموش نتخيلو مجتمع ناضج إذا كان مافيهش مشاركة سياسية و ما ينجمش يكون فيه مشاركة سياسية إذا كان يغيبو فيه الناس الملتزمة بخطوط سياسية معينة إلى جانب الناس إلي مش ملتزمة بخط سياسي محدد و إلي تتسمى عموما ناس "مستقلة" (بمعزل عن الالتباسات العديدة في المصطلح هذا) بالاضافة إلى الناس إلي مايهمهاش السياسة جملة و تفصيلا... "النضج" إلي نقصدو لهنا هو الوعي بأنو الاختلاف حاجة طبيعية... صحيح إلي نسق الوعي هذا بطيئ.. صحيح أنو يعرف كدمات.. صحيح إلي جاي في إطار "انحطاط" في الاسلوب و في الكم التدويني... لكنو موجود... و في الاطار هذا انجمو نحطو مبادرة "شبكة مدونين تونسيين من أجل تدوين حر"... طبعا جات في إطار مبادرات مختلفة لكنها في الأساس تتويج لتراكم امتد على ثلاث سنين.. و انا نعتقد إلي التدوينة البيضا لولة سنة 2006 ترمز لبداية التراكم هذاية... عنوان التراكم هذا هو ببساطة القطع مع مرحلة رفض التحدث في السياسة و تجنب التحدث في السياسة لظروف معينة مش وقتو التفصيل فيها... أنا نعتبر إلي "شبكة مدونين تونسيين من أجل تدوين حر" هو إطار بالرغم من عدم وجود هيكلية واضحة و تراتبية فيه و بالرغم من أنو ما يدعيش التحدث باسم المدونين الكل إلا أنو يعبر على رغبة متنامية في التوافق (بمعزل عن أي اختلافات كانت) من أجل التكاتف للدفاع عن حق حرية التدوين بوصفو جزء من حق حرية الكتابة و بالتالي التعبير...

كل عام و الدفاع عن حرية التدوين بخير


عدد التعاليق: 1

    تعليق: ferrrrr ...  
    25 ديسمبر 2008 في 2:14 ص

    ملخص للمرحلة في محلّو، شكرا



طارق الكحلاوي
نشأ طارق في أحد مدن الضواحي مدينة رادس الواقعة في الجمهورية التونسية. يشغل الآن موقع أستاذ في جامعة روتغرز (قسمي التاريخ و تاريخ الفن). تلقى طارق تكوينه الجامعي في جامعة تونس (كلية 9 أفريل، إجازة و دراسات معمقة في التاريخ و الآثار) و جامعة بنسلفانيا (رسالة دكتوارة في تاريخ الفن). و يعلق بانتظام على القضايا و الاوضاع العربية باللغتين العربية و الانجليزية في مواقع و صحف مثل "الجزيرة.نت" و "القدس العربي" و "الحياة" و "العرب نيوز" و "ميدل إيست أونلاين"، و يكتب عمودا أسبوعيا في جريدة "العرب" القطرية. يكتب أيضا في قضايا ثقافية و نظرية تخص الاسلام المعاصر في المجلة البيروتية "الآداب". و تمت استضافته للتعليق في قناة "الجزيرة الفضائية" و قناة 13 "بي بي أس" (نيويورك).

Tarek Kahlaoui
Tarek grew up in the suburban city of Rades in Tunisia. He is currently an Assistant Professor at Rutgers University (a joint position in the Art History and History departments). Tarek graduated from the University of Tunis (Bach. and DEA in history and archeology) and University of Pennsylvania (Ph.D. in history of art). Tarek also comments regularly in Arabic and English on Middle Eastern issues and politics in Aljazeera.net, Al-Quds Al-Arabi, Al-Hayat, Arab News, and Middle East Online, and writes a weekly column for the Qatari newspaper Al-Arab. He also writes on intellectual and theoretical issues related to contemporary Islam in the Lebanese magazine Al-Adab. He was also invited to comment in Al-Jazeera Channel, and in Channel 13 (PBS-New York).