بعد الكثير من المشاغل و تعطل الكمبيوتر الشخصي متاعي بش نحاول نرجع للتدوين بشكل منتظم... المرة هذية نحب نحكي على علاقة أحد المذيعين التونسيين بموضوع التدوين... أول مرة تعرفت فيها على الإعلامي التونسي عامر بوعزة كان في برامج حوارية تلفزية على قناة "تونس 7"... باهي ماكانتش مناسبة باهية للتعرف عليه لأنو مازال فمة ظروف موضوعية ما تخليش البرامج الحوارية في "تونس 7" مناسبة باهية بش أي إعلامي يبدع و يبرهن على جدارتو... على كل حال هو نفسو وقف التجربة هذية حسبما فهمت... المرة الثانية إلي تعرفت فيها على الإعلامي بوعزة كان عن طريق الصدفة من خلال الموقع الخاص متاعو (هنا) و كانت مفاجأة سارة لأني لقيت برامج إذاعية متميزة مسجلة و مقالات تعبر على مستوى جيد في الكتابة... باختصار من خلال الموقع متاعو تنجم تشوف كيفاش أنو مش إعلامي أكهو بل أيضا شخص مثقف و عندو ما يقول في مواضيع مختلفة (حسبما فهمت من الموقع متاعو أنو عمل رسالة ماجستير في موضوع أدبي).... على كل حال نحتاجو مذيعين من مستوى معين في ساحتنا الإعلامية البصرية و المسموعة على الأقل يعرفو ينطقو مليح و ما يضيعوش فيها كيف يخرجو شوية على موضوع "القعدة" و طبعا يكون دمهم خفيف (مش كيف النوع إلي شفتو المرة لخرة كيف روحت لتونس في قناة حنبعل من نوع واحد ما أثقلش من ملايكتو يقدم في برنامج إسمو "هذا أنا" و لا شنوة.... و واحد آخر عاملي فيها صحافي و هو قليل تربية و دعوة من غير حتى سبب خاصة أنو البهامة تشعشع من عينيه عندو برنامج اسمو "الصراحة" و إلا شنوة).... على كل نرجع لعامر بوعزة.... توة فمة مدة خونا كلاندستينو بعثلي ميساج قالي راهو فمة برنامج غدوة بش يتعدى في إذاعة المنستير على التدوين... هذي حكاية عندها توة أشهرة... ما تبعتش البرنامج بشكل مباشر أما سمعتو بعد ما تعدى.... البرنامج الإذاعي في الحقيقة مميز بشكل عام... إسمو "سفر على سفر" ينشطو عامر بوعزة... واضح اهتمام المذيع (و إلي يبدو زادة أنو معد البرنامج) بمحاورة ناس مثقفين مميزين و عندهم معرفة بالمواضيع إلي يجيو يحكيو فيها... لكن الحقيقة لاحظت إلي الحلقة المخصصة على التدوين كانت ضعيفة... السبب أنو المدعوين للنقاش كانو "خبراء إعلام" (أساتذة جامعيين توانسة في الخليج حسبما نتذكر)... و كان واضح من مداخلاتهم العامة ياسر و قلة الأمثلة أنو إطلاعهم على التدوين ياسر محدود.... الشي إلي حسيتو ناقص هو مشاركة المدونين (سمعت أنو دعى بعض المدونين للمشاركة لكن فقط لطرح أسئلة أو بشكل هامشي مش كمدعوين رئيسيين)... كان من البديهي أنو حلقة نقاش حول التدوين من الضروري أنها تجمع مدونين بالأساس بالإضافة لـ"مختصين" أخرين... و هنا مانيش طبعا نقلل من قيمة الاختصاص (خاصة أني نفسي "مختص" في مجالي و ندافع على أهمية تشريك "المختصين" خاصة الأكاديميين في النقاشات العامة)... لكن فمة "مختصين" و فمة "مختصين" و هذية مسألة مهمة برشة بالنسبة لأي معد برنامج إعلامي لأنو يلزمو يعمل دراسة حول مدعويه و يميز بين المتوسط و إلي مش متوسط...

على كل حال توة أيامات لتالي عامر بوعزة عمل حلقة جديدة حول التدوين في برنامجو (للإستماع هنا) ناقش فيها الجدال إلي حصل بين المدونين حول مؤتمر كازا متاع "صحافة المواطنة"... و مرة أخرى عمل بوعزة نفس الاختيار غير الموفق: ما جابش المدونين خاصة أنو فمة مدونات معنية بشكل مباشر بالجدال إلي حصل و هي مدونات معروفة.... والاختيار كان على "زميل إعلامي" لبوعزة (و زميل سابق لي في كلية 9 أفريل و في "الحركة الطلابية"... ربما يجي الوقت نتحدث عليه) حكى على كل شي إلا على الجدال إلي صار بين المدونات.... يعني عامر بوعزة من الإعلاميين القلائل في الإذاعة التونسية إلي مهتمين بالمدونات و إنسان مثقف و عندو خلفية أكاديمية تسمحلي نسئلو سؤال ربما ما نضيعش وقتي و نسئلو لمعاجن أخرين يقولو على أرواحهم "مذيعين": علاش يتجاهل المدونين في نقاش موضوع التدوين؟


عدد التعاليق: 4

    تعليق: Ameur BOUAZZA ...  
    9 جوان 2008 في 11:45 ص

    اسمح لي أيها الصديق أن أستعير بعضا من قواعد اللغة الخشبية لأصدّر هذا الرد بالشكر والتحية وذلك لما تضمنه نصك من تلميحات تعبر عن الإطراء لشخصي وهو تعبير يجد هوى في نفس كل انسان مهما ادعى عكس ذلك.
    ولقد تأخرت قليلا عن الرد رغم أني اطلعت على النص بعد ساعات قليلة من ظهوره لأن الأفكار التي تضمنتها التدوينة تحتاج فعلا إلى التفكير بعمق ومحاولة توخي الدقة في الردّ.
    لقد كنت فيما مضى أميل إلى إنجاز البرامج الحوارية وهو شكل صحفي يفترض طرح موضوع ذي صبغة جدلية ودعوة ممثلين عن مختلف المقاربات لتقديم نقاش متنوع وغني ، ونظرا لصعوبة هذا النوع من البرامج في ظلّ صعوبة تحييد المواضيع القابلة للنقاش (أي أن يقع طرحها والخوض فيها دون المساس بالخيارات الكبرى التي تحدد الخط التحريري للإذاعة بوصفها جهازا عموميا) فإنني قد اخترت في المرحلة الحالية إنجاز المجلة الإذاعية التي يقدم في إطارها أكثر من موضوع له علاقة بالأحداث الساخنة مع ضرورة الاقتصار على زاوية واحدة فقط للتناول.
    وحتى أكون أكثر دقة فإنه كان من الممكن مثلا عرض موضوع "التدوين والصحافة التقليدية" في شكل ندوة ودعوة مختلف الأطراف في برنامج واحد ولكنني اخترت أن أجزئ موضوع التدوين إلى أكثر من زاوية على أن يقع تناوله في أكثر من مناسبة بتنويع الزاوية وتنويع الضيوف وفي هذا السياق كان الطرح الأول تحت عنوان "سلطة التدوين" وكان السؤال :إلى أي مدى يمكن للتدوين أن يفتكّ من الصحافة التقليدية معنى السلطة الرابعة ؟ وعلى هذا الأساس تمت دعوة الصادق الحمامي وجمال الزرن العاملين في الجامعات الخليجية والذين لهما ارتباط تنظيري هام بظاهرة التكنولوجيات الحديثة. وقد استشهدت يومها بنماذج من كتابات الكلاندستينو وبيغ تراب بوي و روعي في اختيار النماذج عنصر التنوع (مدونة الأديب ، مدونة الصحفي، مدونة الفنان، مدونة المؤسسة...)ولم يستجب أحد سوى الكلانديستينو للنداء الذي أطلقته والذي كانت الغاية منه أساسا استعراض التجارب وجمع الشهادات وربما الحصول على ضيوف ممكنين (كان يمكن للمدون أن يذكر رقم هاتفه ويطلب مني المشاركة وقد وعدت آنذاك بالحفاظ على سرية الاسم)
    المرة الثانية التي تناولت فيها موضوع التدوين كان بمناسبة الجدل الذي أثارته مدونة بودورو حول المشاركة في الدورة التكوينية بالدار البيضاء واختيار الضيف كان مقصودا لأن مواقف برهان بسيّس تثير دوما الانتباه وهو شئنا أم أبينا شخصية عامة ومن هذا المنطلق كانت الغاية الأساسية من الفقرة "معرفة رأي برهان بسيس من الجدل الدائر حول الدعوة إلى الدار البييضاء"
    حتى لا أطيل ، أخلص إلى القول إن ظاهرة التدوين أعمق من أن يقع التطرق إليها في برنامج واحد لأنها فرضت نفسها فرضا وغيّرت أسلوب صحافة الرأي والمشاركة في الشأن العام ويمكنني أن أتصور عشرات المواضيع الأخرى المرتبطة بهذه الظاهرة بضيوف آخرين وكيفيات تناول أخرى وهي ليست بالضرورة في مجال المسألة السياسية المتصلة بحق التعبير أو الوصاية التي قد يكون من الصعب على جهاز عمومي أن يطرحها في الوقت الراهن.
    لكن أرجو أن يقع التنبه إلى أن طرح موضوع التدوين من أية زاوية كانت في جهاز إذاعي عمومي هو خطوة أعتقد شخصيا أنها إيجابية لأنها وإن لم تكن موفقة في التعبير عما ينتظره الكثيرون فإن من نتائجها الأكيدة لفت الانتباه إلى هذه الظاهرة ووصفها للمستمعين الذين ليسوا بالضرورة من مستخدمي الانترنت.
    ختاما أشكر لك هذا الاهتمام وأرجو أن يكون حوارنا هذا فاتحة نقاش حول دور الإذاعة في تطوير الخطاب الإعلامي عامة لأنّ منطق الرفض والإقصاء الذي تمارس به بعض الجهات نقدها للواقع الإعلامي يعكس رؤية قاصرة وغير موضوعية فلئن كانت المواضيع المتصلة بحقوق الانسان وحق التنظيمات السياسية في التعبير ضرورية في وسائل الإعلام المتحررة من الضغوطات والمحاذير فإن العناية بالشأن اليومي ومناقشة سلطة التنفيذ في الأخطاء والعراقيل والمصاعب التي تجعل المسافة بين الشعار البراق والواقع المعيش تتباعد، هو جزء من العمل اليومي لإعلام القرب (اسمع هنا نموذجا ليس من إعدادي)وفي هذا النطاق أعتقد أن الإذاعات غير المسموعة على نطاق واسع تقوم بجزء كبير من واجبها بما يدعو إلى احترامها خصوصا وأنها أصبحت تناضل نضالا حقيقيا في مواجهة الإذاعات التي قوّضت الثوابت المتعلقة بالهوية واللغة والشخصية وميّعت الاهتمام الجماهيري بالشأن العام .
    يمكنك الاستماع هنا إلى نماذج من الريبورتاجات التي قدمت في إذاعة المنستير والتي لم أنشرها بعد في موقعي لأنها تحتاج كتابة وتقديما لم يسعفني الوقت للقيام بهما
    شكرا لك وإلى الملتقى.
    للمراسلة

    عامر بوعزة


    تعليق: Werewolf ...  
    9 جوان 2008 في 10:01 م

    @عامر بوعزة:
    نعتذر على المقاطعة لكن فقط بخصوص برهان بسيّس ما تراش اللي كثر استهلاكو المدة الأخيرة و اللي الناس تنجّم تكون فدّت منّو خاصة و أنو القاصي و الداني أصبح يعرف مضمون حديثو و توجهاتو على الأقل الحاليّة و أنا واحد مالناس ما عادش يستهويني البرنامج اللي نراه فيه بالطبيعة هذا راي شخصي... يا رسول الله حتى في "بالمكشوف" جابوه و اللي صبّرني أنّو طلع كلوبيست
    :)))


    تعليق: Tarek طارق ...  
    10 جوان 2008 في 1:21 ص

    أقدر هذا التفاعل... أولا، يجب التأكيد على نقطة مبدئية أعتقد أنها كانت واضحة في التدوينة و هي إيجابية فتح موضوع المدونات من خلال برامجك الإذاعية... ثانيا، أحترم مجهود الإذاعات الجهوية بما في ذلك إذاعة المنستير (تعرفت على برامجها من خلال صديقي و أستاذي رياض المرابط)... و هنا أود أن أشير إلى أني لم أكتب التدوبنة بخلفية من يحاكم العمل الإذاعي التونسي من موقع ما لا يحتمله.... ثالثا، بالنسبة لحلقة "سلطة التدوين" يبدو أن التواصل لم يحدث بالشكل الكافي مع المدونين و الدعوة بشكل فردي لعدد أوسع من المدونات... مع احترامي لضيوفك الجامعيين لكن اتجهت الحلقة لإعادة و تكرار حزمة من الرؤى النظرية... و كان غياب المدونين منها أكثر من بارز... للذكر فحسب فإن البرامج التي تتم حول التدوين هنا في الفضائيات الأمريكية أو حتى عربيا (الجزيرة و أبو ظبي مثلا) حول هذا الموضوع تركز بشكل خاص من حيث ضيوفها على المدونين ذاتهم.. رابعا، لازلت لم أفهم اقتصارك على ضيف إعلامي زميل لك (بمعزل عن هويته) و عدم التركيز على المدونات المعنية بمؤتمر الدار البيضاء... خاصة في إطار نقطة ضرورة حضور المدونين في نقاش يتعلق بالتدوين(النقطة السابقة)... بل هنا يوجد عامل آخر أقل عمومية و هو أن الموضوع يتعلق بمسألة محددة له علاقة بمدونات محددة...

    أرجو أن تطلع على تجربة التدوين الصوتي (و التي لا نعتقد أنها تجربة إذاعية) للإشارة إلى أن المدونين بصدد القيام أصلا بحوارات صوتية... تجربة الرديون
    http://radyoun.mypodcast.com
    و بالمناسبة أقترح أن نقوم بعملية عكسية... أن يستضيف المدونون في نقاش عبر مدونة الرديون الإذاعي عامر بوعزة....

    مرة أخرى أقدر التفاعل الإيجابي مع هذه التدوينة... و تجنبك السلوكيات النمطية لعدد كبير من المذيعين التونسيين


    تعليق: Ameur BOUAZZA ...  
    11 جوان 2008 في 3:23 ص

    الحوار لا يمكن إلا أن يكون إيجابيا لأن كل ما نقوم به من مختلف المواقع إنما هو بغاية تطوير الموجود وبذل محاولة أحيانا تبدو لي شبه يائسة وبائسة لإنجاز خطاب إعلامي متقدم يليق بنا،
    لا أختلف معك فيما ذهبت إليه في ردك بل على العكس يدفعني ذلك إلى التفكير في طرق أكثر حرفية في التعامل مع موضوع التدوين لاحقا، الصديق الذي تحدث عن صورة برهان بسيس المستهلكة لا أختلف معه مبدئيا ولكن ثمّة بعض العوائق الموضوعية التي تعترضنا يوميا وشخصيا وقد عانيت منها منذ سنوات في نطاق عملي الصحفي وهي قضية المثقف ... الغالبية العظمى من أساتذة الجامعات في تونس مرتبطون في تفكيرهم بمجالات تخصصهم الأكاديمي ويرفضون ربما لأنهم لا يتقنون الخوض في مسائل تتصل بالحياة العامة، ربما يحتاج الأمر إلى دراسة ليس هذا مجالها ولكن ما ذكرت هو حقيقة جعلت بعض الأسماء تظهر وتنتشر أكثر من غيرها لأنها قادرة على التعبير بشكل جيد في وسائل الإعلام لذا عند اإعداد لأي موضوع نركز أكثر على قدرة الضيف المدعو على التعبير وعلى شد الانتباه أكثر من التركيز على ما يحمله هذا الضيف في رأسه من معارف بطبيعة الحال دون الوقوع في الاستسهال والسطحية لكن هي معادلة صعبة..
    فهمت جيدا موقف طارق الكحلاوي وأعده بمحتوى إذاعي يتجاوز هذه الهنات والسلبيات ولقد فهمت كذلك تقديره لإذاعة المنستير ولكني في الحقيقة أشرت إلى بعض الجهات الأخرى التي لا تختصر الإعلام التونسي في نشرة الساعة الثامنة للأنباء في القناة الفضائية تونس 7 أو الملف التلفزي نصف الشهري وهذه جهات تمارس نفس الخطأ الذي مارسته سلطة الإشراف سابقا عندما كانت الإذاعة والتلفزة مؤسسة واحدة



طارق الكحلاوي
نشأ طارق في أحد مدن الضواحي مدينة رادس الواقعة في الجمهورية التونسية. يشغل الآن موقع أستاذ في جامعة روتغرز (قسمي التاريخ و تاريخ الفن). تلقى طارق تكوينه الجامعي في جامعة تونس (كلية 9 أفريل، إجازة و دراسات معمقة في التاريخ و الآثار) و جامعة بنسلفانيا (رسالة دكتوارة في تاريخ الفن). و يعلق بانتظام على القضايا و الاوضاع العربية باللغتين العربية و الانجليزية في مواقع و صحف مثل "الجزيرة.نت" و "القدس العربي" و "الحياة" و "العرب نيوز" و "ميدل إيست أونلاين"، و يكتب عمودا أسبوعيا في جريدة "العرب" القطرية. يكتب أيضا في قضايا ثقافية و نظرية تخص الاسلام المعاصر في المجلة البيروتية "الآداب". و تمت استضافته للتعليق في قناة "الجزيرة الفضائية" و قناة 13 "بي بي أس" (نيويورك).

Tarek Kahlaoui
Tarek grew up in the suburban city of Rades in Tunisia. He is currently an Assistant Professor at Rutgers University (a joint position in the Art History and History departments). Tarek graduated from the University of Tunis (Bach. and DEA in history and archeology) and University of Pennsylvania (Ph.D. in history of art). Tarek also comments regularly in Arabic and English on Middle Eastern issues and politics in Aljazeera.net, Al-Quds Al-Arabi, Al-Hayat, Arab News, and Middle East Online, and writes a weekly column for the Qatari newspaper Al-Arab. He also writes on intellectual and theoretical issues related to contemporary Islam in the Lebanese magazine Al-Adab. He was also invited to comment in Al-Jazeera Channel, and in Channel 13 (PBS-New York).