يوم تاريخي بمقاييس مختلفة.. الرئيس الذي أصر على القسم باسمه الثلاثي بالرغم من بعض الانتقادات من اليمين المتطرف.. و جدته الفلاحة الكينية وراءه، تقف بافتخار... مشهد شبه سوريالي... طبعا الفارق بين الأسطورة و الواقع بش يختفي بداية من الغد... أوباما ليس المسيح المخلص، كما فهم الكثيرون الآن...
هذه مقتطفات من خطابه الافتتاحي


الاقتصاد:

إن حالة الاقتصاد تدعونا إلى بذل الجهود والعمل، التي يجب أن تكون هائلة وسريعة، وسوف نفعل ذلك، ليس فقط لخلق وظائف جديدة، بل لوضع أساس جديد للنمو.

إن السؤال الأساسي الذي يجب أن نسأله هو: ليس ما إذا كانت حكومتنا كبيرة أم صغيرة، بل ما إذا كانت ستكون فاعلة أم لا، بل ما إذا كانت تساعد العائلات لإيجاد فرص عمل بأجور لائقة ورعاية تمكنهم من أن يتحملوا أعباء الحياة والعيش في سن التقاعد باحترام وكرامة.

إن نجاح اقتصادنا يعتمد على مقدرتنا على إعطاء الفرصة لكل صاحب قلب صادق وصاحب إرادة حرة ومؤمن بالخير المشترك بيننا.

شؤون الدفاع:
نرفض الاختيار ما بين السلامة وقيمنا المثالية، فميثاقنا يؤكد على حكم القانون وضمان حقوق الإنسان.

إن أمريكا هي صديقة لكل أمة وكل رجل وامرأة وطفل يسعى لمستقبل يعمه السلام والكرامة. نحن جاهزون للقيادة مرة أخرى.

العراق:
سوف نبدأ مغادرة العراق بمسؤولية ونتركه لشعبه.

أفغانستان:
سوف نتوصل إلى تحقيق السلام في أفغانستان.

الشأن النووي والبيئة:
سوف نعمل مع الأصدقاء القدامى والأعداء السابقين بلا كلل أو ملل لتقليل الخطر النووي وتقليل خطر زيادة حرارة الكون.

الإرهاب:
لن نعتذر لأحد عن طريقتنا وأسلوبنا في الحياة. فإلى أولئك الذين يحاولون تحقيق أهدافهم وغاياتهم بنشر الإرهاب وقتل الأبرياء، نقول لكم اليوم: إن معنوياتنا أقوى منكم، ولا يمكن أن تُكسر وسوف نهزمكم.

العلاقة بين الأديان:
نحن أمة من مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس وغير مؤمنين. إطارنا تحدده بوتقة اللغة والثقافة التي استقيناها من كل أصقاع المعمورة، لأننا جرَّبنا وذقنا طعم المر والحرب الأهلية ونظام الفصل، وهاهي أمَّتنا تعود لتُبعث من جديد من عصر الظلام فتكون موحَّدة وقويَّية مرة أخرى.

لا بد أن تستطيع إنسانيتنا من أن تبلسم جراحها وتشفي نفسها بنفسها، إذ يتعيَّن على أمريكا أن تلعب دورها وتدشِّن مرَّة أخرى عهدا جديدا من السلام.

رسالة إلى العالم الإسلامي:
إلى العالم الإسلامي نقول: إننا نسعى لسلوك طريق جديدة إلى الأمام، إنها طريق تستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.

لقادة العالم:
إلى أولئك القادة في أرجاء المعمورة الذين ينشرون بذرر الصراع ويلقون باللاَّئمة في أوجاع مجتمعاتهم على الغرب، نقول: فلتعلموا أنَّ شعوبكم سوف تحكم عليكم بقدر ما تبنون لا بقدر ما تحطِّمون.

وإلى أولئك الذين يتمسَّكون بالسلطة عبر الفساد والخداع وإسكات صوت المعارضين والمنشقِّين، نقول: فلتعلموا أنَّكم على الجانب الخطأ من التاريخ، لكننا سوف نمدُّ ونبسط لكم يدنا إن أنتم أظهرتم الإرادة والرغبة على حلحلة وإرخاء قبضتكم تلك.

إلى الفقراء:
نتعهد بالعمل إلى جانبكم لجعل مزارعكم تزدهر تنتعش من جديد وجعل المياه النقيَّة تنساب وتتدفَّق إليكم ونمكِّن الأجسام الجوعى من الحصول على التغذية، كما نساعد على إطعام العقول الجوعى (إلى المعرفة).

إلى الاغنياء:
إلى تلك الأمم من أمثال أمتنا التي تنعم بالوفرة النسبية، نقول: لم نعد نحتمل الشعور باللاَّمبالاة بأولئك الذين يعانون خارج حدودنا، كما لم نعد نستطيع استهلاك موارد وخيرات العالم بدون إعارة أدنى اهتمام لنتائج وانعكاسات ذلك. ولأن العالم قد تغيَّر، فعلينا أن نتغيَّر نحن معه أيضا.

رسالة إلى الأمريكيين:
قد تكون تحدِّياتنا جديدة، وقد تكون الأدوات التي نواجهها بها جديدة أيضا. لكنَّ القيم التي يستند عليها نجاحنا، وهي العمل الجادًّ والمتفاني والأمانة والإخلاص والشجاعة والأداء النزيه والتسامح وحب الفضول والولاء والبطولة، هذه كلُّها أشياء قديمة، لكنَّها حقيقيَّة.

تلك الأشياء كانت عبر التَّاريخ هي القوَّة الكامنة بهدوء وراء تقدُّمنا. إنَّ ما هو مطلوب منَّا الآن هو العودة إلى تلك الحقائق والقيم والبدء بعهد جديد من الشعور والإحساس بالمسؤوليَّة والاعتراف بالفضل وتقدير الجهود، وذلك على مستوى وصعيد كل أمريكي. فنحن لدينا واجبات تجاه أنفسنا وتجاه أمَّتنا وتجاه العالم أجمع. إنَّها واجبات لا نتقبَّلها بروح من الشكوى والتذمُّر، بل نقتنصها بحب وسعادة وشغف.

إنَّنا ننطلق بذلك كلِّه من معرفتنا الأكيدة والراسخة بأنَّه لا يوجد شيء أكثر مجلبة للرضى عن الضمير والرُّوح وأكثر تعريفا وتحديدا لشخصيَّتنا من إعطائنا وتقديمنا كلَّ ما نملك ونستطيع في سبيل الواجب والمهمَّة العسيرة التي نتصدَّى لها.

هذا هو ثمن الوعد بالمواطنة. هذا هو مصدر ومنبع ثقتنا بأنفسنا: إنَّه معرفة وإدراك أنَّ الله يدعونا إلى تشكيل وصنع قدَر يعتريه الشك واليقين.

كلمة أخيرة:
وإليكِ يا أمريكا أقول: في وجه مصاعبنا المشتركة، وفي شتاء المصاعب هذا... بقلب يحدوه الأمل وبالفضيلة، دعونا نتجشَّم العناء ونواجه بشجاعة وعنفوان مرَّة أخرى تيَّارات الجليد هذه ونتحمَّل ونصبر على العواصف التي قد تهبُّ علينا.

دعوا الناس تروي لأبناء أبنائنا أننا عندما خضعنا للتجربة ووُضعنا على المحكِّ، فقد رفضنا الانصياع وإنهاء المشوار وقطع الرحلة قبل أن نصل خط النهاية. كما لم نولِّ الأدبار وندير ظهورنا أو نتردَّد ونتلعثم ونضطَّرب، بل ثابرنا ومضينا إلى الأمام، حاملين معنا تلك الهديَّة العظيمة المتمثِّلة بالحريَّة، وأوصلناها برٍّ الأمان بسلامة وسلَّمناها إلى أجيال المستقبل القادمة.

عدد التعاليق: 3

    تعليق: Tarek Mansour ...  
    20 جانفي 2009 في 7:22 م

    تعذر علي متابعة الخطاب لأسباب مهنية، شكرا لك طارق على هذا الإيجاز

    تساؤل، إن كان قد توجه في خطابه بكلمة للمسلمين، أفلم تكن هناك من كلمة لليهود؟؟

    شكرا


    تعليق: Werewolf ...  
    20 جانفي 2009 في 8:12 م

    ما كنتش انجّم نضيّع الفرصة لعَيش هالحظات التاريخية...شكرا طارق لإعادة تلخيصها لكنني كنت ننتظر في رؤيتك الخاصة للخطاب بأكثر تحليل
    @Tarek Mansour:
    فعلا هو خص العالم الإسلامي فقط بكلمة ربما لأنو أصبح من الشائع فكرة أنّو أمريكا هي العدو رقم 1 للمسلمين


    تعليق: ghaza ...  
    21 جانفي 2009 في 8:08 م

    merci tarek pour le résumé ; j'ai apprécié tout ce quil a dit esperant quon va voir ce changement dans les plus brefs delais



طارق الكحلاوي
نشأ طارق في أحد مدن الضواحي مدينة رادس الواقعة في الجمهورية التونسية. يشغل الآن موقع أستاذ في جامعة روتغرز (قسمي التاريخ و تاريخ الفن). تلقى طارق تكوينه الجامعي في جامعة تونس (كلية 9 أفريل، إجازة و دراسات معمقة في التاريخ و الآثار) و جامعة بنسلفانيا (رسالة دكتوارة في تاريخ الفن). و يعلق بانتظام على القضايا و الاوضاع العربية باللغتين العربية و الانجليزية في مواقع و صحف مثل "الجزيرة.نت" و "القدس العربي" و "الحياة" و "العرب نيوز" و "ميدل إيست أونلاين"، و يكتب عمودا أسبوعيا في جريدة "العرب" القطرية. يكتب أيضا في قضايا ثقافية و نظرية تخص الاسلام المعاصر في المجلة البيروتية "الآداب". و تمت استضافته للتعليق في قناة "الجزيرة الفضائية" و قناة 13 "بي بي أس" (نيويورك).

Tarek Kahlaoui
Tarek grew up in the suburban city of Rades in Tunisia. He is currently an Assistant Professor at Rutgers University (a joint position in the Art History and History departments). Tarek graduated from the University of Tunis (Bach. and DEA in history and archeology) and University of Pennsylvania (Ph.D. in history of art). Tarek also comments regularly in Arabic and English on Middle Eastern issues and politics in Aljazeera.net, Al-Quds Al-Arabi, Al-Hayat, Arab News, and Middle East Online, and writes a weekly column for the Qatari newspaper Al-Arab. He also writes on intellectual and theoretical issues related to contemporary Islam in the Lebanese magazine Al-Adab. He was also invited to comment in Al-Jazeera Channel, and in Channel 13 (PBS-New York).