أهم الأعياد الأمريكية بلا شك هو عيد الإستقلال يوم 4 جويلية من كل عام "الفورث أوف جولاي". هو عيد يأكد على ثنائية رمزية مهمة برشة في التاريخ الأمريكي تمثل أساس شرعية وجود الولايات المتحدة. أولا، الاستقلال و هو الاسم الرسمي متاع العيد "انديبندنس داي" (يوم الاستقلال). هذاية حدث يأكد أن قبل يوم 4 جويلية 1776 أي يوم إعلان استقلال أمريكا عن بريطانيا هو بداية الدولة الجديدة. و هذاية يعني ضمنيا أن ما قبل هذا التاريخ هي مرحلة "ما قبل تاريخ" الولايات المتحدة... هذاية يعني حاجة مهمة برشة إلي هي أنو الولايات المتحدة عندها هوية خاصة بيها كانت الدافع للإحساس العام إلي كان يدفع في حماس "الثورة الأمريكية"... و ماهياش مجرد تراكم من المستعمرات الأوروبية....

الرمز الثاني إلي أهميتو ما تقلش على الرمز الأول هو أن الاستقلال كان في نفس الوقت تاريخ إعلان "الجمهورية" الأمريكية على أساس أول دستور حديث في تاريخ البشرية إلي بش يقع إعتمادو رسميا بعد حوالي عشر سنين من الاستقلال. و هذاية مصدر أساسي لشرعنة وجود الولايات المتحدة عندو علاقة قوية بمسألة "الاستقلال"... لأنو لهنا هذا مش مجرد استقلال طرف على طرف آخر بل استقلال مرحلة تاريخية على مرحلة تاريخية أخرى... مرحلة "الديمقراطية" عن مرحلة "ما قبل الديمقراطية".... يعني بريطانيا وقتها مازالت حتى ما حققتش الحد الأدنى من "الملكية الدستورية" متاعها (لأنو البرلمان البريطاني كان عندو صلاحيات ضعيفة برشة حتى للتاريخ هذاكة).... و هذاية عندو زادة علاقة قوية بمسألأة "الهوية" في الإطار الأمريكي... إلي يتغزرلها من قبل الجميع على أساس أنها "هوية مبنية على أساس الدستور"... يعني الدستور الأمريكي هو جزء من الهوية الثقافية متاع أمريكا و ماهوش مجرد حدث سياسي تاريخي....

طبعا في الواقع كانت "الديمقراطية الأمريكية" عرجاء في بدايتها لأنها كانت قائمة على استبعاد السكان الأصليين و قهرهم و على العبودية للسود و على استبعاد النساء و على استبعاد غير المسيحيين البروتستانت قبل ما تتغير الأمور تدريجيا و بشكل بطيء نسبيا... لكن أنا يظهرلي مجرد قيام "الآباء المؤسسين" بإقرار مبدأ التداول على السلطة و إلغاء نظام الملكية (إلي كان سائد وقتها في جميع أنحاء العالم) و ممارستهم الفعلية للمبدأ هذاية هو سبق تاريخي بكل المقاييس.... واحد كيف جورج واشنطن إلي نجمو نعتبروه بمقاييس مصطلحات اليوم "قايد الثورة" كان ينجم، خاصة لأنو عسكري، أنو يحاول على الأقل الاستبداد بالسلطة خاصة إلي ما فما حتى واحد في العالم أجمع وقتها ينجم يلومو... لكنو بعد الفترتين الرئاسيتين خذا الانتريت (التقاعد) متاعو و شد دارو... هذاية ينطبق على بقية الرؤساء بما فيهم ناس كان عندهم شعبية كبيرة كيف توماس جيفيرسون (و إلي أنا نراه من أفضل الرؤساء لولين) و إلي شد دارو في جورجيا يزرع في الحديقة متاعو و يقوم بهواياتو لخرى مثل الهندسة المعمارية بعد ما كمل شد الرئاسة... يعني هذية ناس كانت حياتها تتجاوز السياسة و كان عندهم أحلام و مشاريع و ناس مثقفين... و بمعنى آخر ماحشتهمش بالأبهة و السلطنة بش ينجموا يعيشو... و الحقيقة نحب نقول أنو أ،ا واحد من الناس كانت عندي فكرة من جانب واحد على تاريخ أمريكا هذاية... يعني الجانب متاع القهر و العنصرية إلي كاننت خاصة في الأول... لكني بعد ماجيت لهنا تعمقت أكثر في الموضوع لكن الأهم ريت أنو المسألة تحتاج تناول موضوعي أكبر... يعني كان عندي فكرة من قبل بالطبيعة على مسألة الدستور الأمريكي و الأسبقية متاعو و لكن الأبعاد التاريخية متعو ما كنتش نجم نشعر بأهميتها في ظل تقييم سياسوي يحكم على الماضي من خلال صراعات الحاضر.... لكن يقعد مهم أنو الواحد يلاحظ إلي العام هذاية كيف الاعوام القليلة إلي فاتت أمريكا تحتفل بالعيد هذاية و قتلي هي مساهمة من خلال السياسات الراهنة في وضع دولي متوتر و في غياب الاستقلال على دول أخرى في العالم

على كل حال... في 4 جويلية تتقام احتفالات كبيرة في كامل أنحاء أمريكا... الناس تشوي اللحم و يخرجو للحدائق العامة و خاصة في الليل يطلقوا الألعاب النارية في وسط البلاد و إلا حتى ناس عادية قدام ديارها... نحب نقول ملاحظة عابرة إلي أغلب الاحتفالات هذية تصير بشكل عفوي... يعني لا فمة "حفل وطني رسمي" يقع بثوا في "التلفزة الوطنية" (بالمناسبة ما فماش لهنا "تلفزة وطنية" بالمعنى التقليدي للكلمة) و لا حتى شيئ من هاك اللاوي... أغلب الناس لهنا يعتزو أنهم "أمريكان" (لامحالة ساعات مش للأسباب الصحيحة) و هذاية يتجسد خاصة بتعليق الأعلام أمام ديارهم مش كان نهار الأعياد بل حتى خلال الأيام العادية... و لكن من حسن الحظ إلي تقليديا أكبر و أهم الاحتفالات تصير في المدينة إلي أنا فيها، فيلادلفيا، لسبب رمزي: لأنها هي كانت العاصمة الأولة متاع أمريكا إلي أعلنو فيها الاستقلال (و دقوا الجرس للاعلان على الاستقلال و الجرس هذاية "ناقوس الحرية" من أهم "الآثار" الأمريكية و موجود في متحف خاص لهنا).... هذاية قبل إنشاء واشنطن مبعد خاصة إثر توسع الأراضي الأمريكية في اتجاه الجنوب... فيلادلفيا عندها بعد رمزي زادة على خاطر هي موطن من هوحسب أغلب المؤرخين أهم شخصية في التاريخ الأمريكي إلي هو بينجامين فرانكلين... و إلي يعتبروه لهنا الأب الحقيقي "للثورة الأمريكية" و للأفكار التحررية و لنص الدستور... و غيرو... بالمناسبة بين فرانكلين ماعمرو ماشد منصب الرئاسة بالرغم إلي كان ينجم لكنو اختار إما التفرغ لمشاريع أخرى أكثر أهمية مثل إنشاء أول جامعة غير دينية في الولايات المتحدة أو أول مستشفى أو أول مكتبة.... خاصة إلي كان إنسان متعدد المواهب.... و زادة التفرغ للمناصب الديبلوماسية بصفة سفير فوق العادة خاصة في فرنسا بش يضمن الدعم لبلادو....

على كل حال في فيلادلفيا يتقام عادة استعراض في النهار و حفل كبير في الليل الهواء الطلق (أمام حديقة متحف فيلادلفيا)... العام هذاية مثلا بش يشاركو في الاستعراض السيرك دو سولاي و بش يغني في الحفلة ليونيل ريشي و فانتازيا بارينو

أيا هذاكة هو... أنا غدوة و العايلة ممكن نعملو طلة صغيرة على الحفلة و بالتأكيد بش نشويو اللحم لأنو أنا واحد من الناس ما نفلت حتى مناسبة فيها شويان لحم... لكن بش نشد الدار على بكري لأني عندي برشة خدمة تستنى خاصة إلي نهار الجمعة بش نسافر


عدد التعاليق: 3

    تعليق: Clandestino ...  
    4 جويلية 2007 في 4:23 ص

    أنا ساعات كيف نشوف الاحتفالات في تونس 7 و في الشارع لاحداث "مهمة في تاريخ تونس" , نقعد نخمم "مالا لوكان جينا كيف امريكا, (تاريخنا الكل حروب عالمية و معارك دامية يموتو فيها الالاف )شنوة نعملوا

    على خاطر الاحداث اللي نعملولها قاوق في تونس -صحيح مهمة في تاريخ البلاد- اما تبقى ديما احداث صغيرة في التاريخ ما نجموش نقارنوها باللي صار في برشة دول( على سبيل 9 افريل استشهد فيه عدد قليل من الناس لا يقارن باللي ماتوا في الجزائر العراق الاتحاد السفياتي الفيتنام او اليابان)


    تعليق: Tarek طارق ...  
    4 جويلية 2007 في 4:41 ص

    صحيح فمة ساعات برشة نفخ في بعض المناسبات.... لكن أنا يظهرإلي أي بلاد تحتاج ذاكرة و أحداث بش تحتفل بيها بشكل دوري بش تأكد ذاتها و وجودها... و مش مهم الأرقام في النهاية كل قدير و قدرو... أما بما أنو إنتي عندك بروفي متاع الزاباتا في تونس هذية فرصة بش تعملونا أحداث جديدة و نخترقو مسرح التاريخ بنصب جديد أكبر ملي في السيجومي... أما أنا الحقيقة يظهرلي انتوما جماعة الشياباس ماعندكمش مستقبل في تونس
    :))


    تعليق: Clandestino ...  
    4 جويلية 2007 في 6:31 ص

    توّة يكتب المكتوب و تشوف بلايص في تونس , الشياباس تولي بانليو (مش متاع فرانسا) مقارنة بيها



طارق الكحلاوي
نشأ طارق في أحد مدن الضواحي مدينة رادس الواقعة في الجمهورية التونسية. يشغل الآن موقع أستاذ في جامعة روتغرز (قسمي التاريخ و تاريخ الفن). تلقى طارق تكوينه الجامعي في جامعة تونس (كلية 9 أفريل، إجازة و دراسات معمقة في التاريخ و الآثار) و جامعة بنسلفانيا (رسالة دكتوارة في تاريخ الفن). و يعلق بانتظام على القضايا و الاوضاع العربية باللغتين العربية و الانجليزية في مواقع و صحف مثل "الجزيرة.نت" و "القدس العربي" و "الحياة" و "العرب نيوز" و "ميدل إيست أونلاين"، و يكتب عمودا أسبوعيا في جريدة "العرب" القطرية. يكتب أيضا في قضايا ثقافية و نظرية تخص الاسلام المعاصر في المجلة البيروتية "الآداب". و تمت استضافته للتعليق في قناة "الجزيرة الفضائية" و قناة 13 "بي بي أس" (نيويورك).

Tarek Kahlaoui
Tarek grew up in the suburban city of Rades in Tunisia. He is currently an Assistant Professor at Rutgers University (a joint position in the Art History and History departments). Tarek graduated from the University of Tunis (Bach. and DEA in history and archeology) and University of Pennsylvania (Ph.D. in history of art). Tarek also comments regularly in Arabic and English on Middle Eastern issues and politics in Aljazeera.net, Al-Quds Al-Arabi, Al-Hayat, Arab News, and Middle East Online, and writes a weekly column for the Qatari newspaper Al-Arab. He also writes on intellectual and theoretical issues related to contemporary Islam in the Lebanese magazine Al-Adab. He was also invited to comment in Al-Jazeera Channel, and in Channel 13 (PBS-New York).