لم تكن رواية "خريف البطريق" أول الروايات التي قرأتها لقابريال قارثيا ماركيز... لكنها بقيت راسخة في ذهني ربما أكثر من أي رواية أخرى من رواياته... نص خارق لكل التوقعات... براعة منقطعة النظير في التصوير الكاريكاتوري... قرأت في الكوميديا السياسية عددا من النصوص.. حتى الآن يبدو لي نص رواية "خريف البطريق" الأروع على الإطلاق... ربما يضاهيه في حدة السخرية و رفعة أسلوبها نص ماركس "18 من برومير" الذي سخر فيه من نابوليون الثالث إثر فشل "ثورة 1848"... و لو أنه ليس نصا روائيا...
الآن و أنا أشهد نهضة في نصوص الكوميديا السياسية في المدونات التونسية... تمارس التورية و السخرية السوداء... أتذكر هذا النص المرجعي الذي أعتقد أنه يستحق القراءة و إعادة القراءة منا جميعا... أعرض هنا صورا لمقتطفات من الفصل الأول... هذا المقطع بقي راسخا في ذهني بشكل خاص... يجب التذكير هنا أن نص ماركيز هو حصيلة للتأمل الكوميدي في تجربة سياسية تراجيدية لأمريكا الجنوبية حيث مرت شعوب القارة بسلسلة من أبشع الأنظمة السياسية في النصف الثاني من القرن العشرين (بينوشيه في الشيلي، "الجونتة" في الأرجنيتين...)... و من ثمة هي تجربة يصعب مقارنتها بأي تجربة أخرى... لكن هناك دائما ملامح مشتركة عابرة للقارات و الثقافات تعكس الطابع اللاإنساني الذي يصل حد الكاريكاتورية لهذه التجارب... و من المصادفة هنا أن هذه الحالة من المقارنات و التكرار تنطبق عليها المقولة المشهورة لماركس و التي وردت في "18 من برومير" و التي نصها: "يلاحظ هيجل في مكان ما أن الحقائق و الشخصيات التاريخية الكبيرة تتكرر مرتين. لكنه نسي أن يضيف: المرة الأولى كتراجيديا، و المرة الثانية كمهزلة" انتهى
كتبها:
Tarek طارق...
على الساعة:
22:10
لا يوجد أي تعليق |
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق