كتب باراك اوباما بنفسه و ألقى اليوم خطابا يجب اعتباره لحظة تاريخية ليس في الحملة الانتخابية الراهنة فحسب بل أيضا في الحياة السياسية الأمريكية....
لماذا يجب إعتبار هذا الخطاب لحظة تاريخية فارقة مثل الخطاب الذي سبق أن أشرت إليه منذ أشهر قليلة (هنا)؟
أولا، لأنه يواجه بصدر مفتوح قضية العنصرية و الأفكار المسبقة المبنية على أساس الاختلاف في العرق، و واجهها في علاقة بكل الأعراق بما في ذلك الأفارقة الأمريكيين... يجب الاشارة إلى ظرفية الخطاب هنا: الأب الروحي لأوباما القس جيريميه رايت معروف بمواقفه المثيرة للجدل... الحقيقة بعض مواقفه السياسية أعتبرها صحيحة بما في ذلك إدانته للسياسات العنصرية في إسرائيل... لكن مشكل رايت أنه يتبنى نظاما فكريا يضع المسؤولية بشكل جماعي على البيض و يرفعها عن السود... و هو نظام فكري يصل الي ضفاف "عنصرية معاكسة" من السود نحو البيض... رايت، و هو عضو في فريق موسع من مستشاري أوباما و تربطه به علاقة روحية قوية، جلب الانتباه إلى خطبه من خلال إدانته منذ أسابيع قليلة السود الذين يصوتون لهيلاري على أساس أن هيلاري بيضاء و لم تعرف في حياتها الحرمان على أساس موقف عنصري (هنا)... و بشكل متناسق قامت عدد من القنوات الإخبارية بناء على حملة بدأت في مواقع انترنت مثل اليوتيوب بتنزيل جميع خطب رايت بما في ذلك تلك التي يعلن فيها "اللعنة على أمريكا"... طبعا ليس هذا الخطاب الذي يجب أن يتورط فيه مرشح للرئاسيات حتى بشكل غير مباشر... إزاء هذه الحملة المنظمة التي يشترك فيها على الأرجح فريق حملة هيلاري و فريق حملة الجمهوري ماكاين قرر أوباما مواجهتها بكل شجاعة من خلال خطاب طويل في فيلادلفيا بثته الكثير من وسائل الإعلام على الهواء... كان ضربة قوية لأصحاب هذه الحملة: من جهة أولى ندد بشكل حاسم بمواقف رايت و رأى فيها مواقف تدفع في اختلاق تقسيمات غير موجودة في كثير من الأحيان... خاصة أن أوباما وقع انتخابه مرشحا للديمقراطيين في الولايات التي فيها أكثر الناخبين البيض في الولايات المتحدة... لكن في نفس الوقت لم يغدر بأبيه الروحي... و شدد على أنه لا يعبر على موقفه الشخصي بل عن موقف يعبر عن رأي عام أسود (و هذا صحيح) و لكن لا أحد يتحدث عن ذلك.... و طبعا المعنى هنا أن هناك فرقا بين التنديد و ضرورة فهم معنى هذه المشاعر خاصة عندما تكون منتشرة بشكل واسع... النقطة الأخرى الذكية في الخطاب هو التركيز على شخصية أوباما بوصفها "قصة" لا يمكن أن تتحق إلا في أمريكا (و هذا صحيح): طفل من أم بيضاء و أب أسود و أيضا "أجنبي" (كيني)... سمع كلاما عنصريا من أقرب الناس إليه، أبيه الروحي رايت ضد البيض و جدته البيضاء التي برغم حبها الكبير له كانت تتلفظ أمامه بألفاظ عنصرية ضد السود.... و بهذا المعنى التنديد و عدم الفهم يؤدي لمسالك غير مجدية لوضعية شديدة لتعقيد يختلط فيها السيئ بالجيد، الحقيقي بالوهمي، الصواب بالخطأ... و لهذا كان للخطاب صدى واسع لأنه تحدث في المسكوت عنه... بالرغم من أنه وسط حملة إنتخابية يمكن أن تؤثر على ناخبيه السود و البيض... و أعتقد أنه وقع النظر الى ذلك على أنه موقف شجاع يعكس نزاهة سياسية نادرة
ثانيا، الخطاب تاريخي من ناحية الشكل... من ناحية وقع الكلمات و طريقة الإلقاء... ببساطة أوباما بصدد إثبات نفسه كواحد من أهم الخطباء في التاريخ الأمريكي الحديث...
نص الخطاب مع رابط آخر لفيديو الخطاب (هنا).... السؤال الآن: هل سينجح أوباما في تخطي المحاولات التي ستحاول حشره في إطار عرقي محدد؟ أرجو ذلك...
لماذا يجب إعتبار هذا الخطاب لحظة تاريخية فارقة مثل الخطاب الذي سبق أن أشرت إليه منذ أشهر قليلة (هنا)؟
أولا، لأنه يواجه بصدر مفتوح قضية العنصرية و الأفكار المسبقة المبنية على أساس الاختلاف في العرق، و واجهها في علاقة بكل الأعراق بما في ذلك الأفارقة الأمريكيين... يجب الاشارة إلى ظرفية الخطاب هنا: الأب الروحي لأوباما القس جيريميه رايت معروف بمواقفه المثيرة للجدل... الحقيقة بعض مواقفه السياسية أعتبرها صحيحة بما في ذلك إدانته للسياسات العنصرية في إسرائيل... لكن مشكل رايت أنه يتبنى نظاما فكريا يضع المسؤولية بشكل جماعي على البيض و يرفعها عن السود... و هو نظام فكري يصل الي ضفاف "عنصرية معاكسة" من السود نحو البيض... رايت، و هو عضو في فريق موسع من مستشاري أوباما و تربطه به علاقة روحية قوية، جلب الانتباه إلى خطبه من خلال إدانته منذ أسابيع قليلة السود الذين يصوتون لهيلاري على أساس أن هيلاري بيضاء و لم تعرف في حياتها الحرمان على أساس موقف عنصري (هنا)... و بشكل متناسق قامت عدد من القنوات الإخبارية بناء على حملة بدأت في مواقع انترنت مثل اليوتيوب بتنزيل جميع خطب رايت بما في ذلك تلك التي يعلن فيها "اللعنة على أمريكا"... طبعا ليس هذا الخطاب الذي يجب أن يتورط فيه مرشح للرئاسيات حتى بشكل غير مباشر... إزاء هذه الحملة المنظمة التي يشترك فيها على الأرجح فريق حملة هيلاري و فريق حملة الجمهوري ماكاين قرر أوباما مواجهتها بكل شجاعة من خلال خطاب طويل في فيلادلفيا بثته الكثير من وسائل الإعلام على الهواء... كان ضربة قوية لأصحاب هذه الحملة: من جهة أولى ندد بشكل حاسم بمواقف رايت و رأى فيها مواقف تدفع في اختلاق تقسيمات غير موجودة في كثير من الأحيان... خاصة أن أوباما وقع انتخابه مرشحا للديمقراطيين في الولايات التي فيها أكثر الناخبين البيض في الولايات المتحدة... لكن في نفس الوقت لم يغدر بأبيه الروحي... و شدد على أنه لا يعبر على موقفه الشخصي بل عن موقف يعبر عن رأي عام أسود (و هذا صحيح) و لكن لا أحد يتحدث عن ذلك.... و طبعا المعنى هنا أن هناك فرقا بين التنديد و ضرورة فهم معنى هذه المشاعر خاصة عندما تكون منتشرة بشكل واسع... النقطة الأخرى الذكية في الخطاب هو التركيز على شخصية أوباما بوصفها "قصة" لا يمكن أن تتحق إلا في أمريكا (و هذا صحيح): طفل من أم بيضاء و أب أسود و أيضا "أجنبي" (كيني)... سمع كلاما عنصريا من أقرب الناس إليه، أبيه الروحي رايت ضد البيض و جدته البيضاء التي برغم حبها الكبير له كانت تتلفظ أمامه بألفاظ عنصرية ضد السود.... و بهذا المعنى التنديد و عدم الفهم يؤدي لمسالك غير مجدية لوضعية شديدة لتعقيد يختلط فيها السيئ بالجيد، الحقيقي بالوهمي، الصواب بالخطأ... و لهذا كان للخطاب صدى واسع لأنه تحدث في المسكوت عنه... بالرغم من أنه وسط حملة إنتخابية يمكن أن تؤثر على ناخبيه السود و البيض... و أعتقد أنه وقع النظر الى ذلك على أنه موقف شجاع يعكس نزاهة سياسية نادرة
ثانيا، الخطاب تاريخي من ناحية الشكل... من ناحية وقع الكلمات و طريقة الإلقاء... ببساطة أوباما بصدد إثبات نفسه كواحد من أهم الخطباء في التاريخ الأمريكي الحديث...
نص الخطاب مع رابط آخر لفيديو الخطاب (هنا).... السؤال الآن: هل سينجح أوباما في تخطي المحاولات التي ستحاول حشره في إطار عرقي محدد؟ أرجو ذلك...
بخصوص تصريحات القس ورايت، عجبني برشة التعليق متاع جون سيتوارت:
Link
إرسال تعليق