تقوم الخطة الإسرائيلية تجاه الأطراف التي تقاومها، و ذلك منذ سنين طويلة، على الامتناع عن أي "تنازل كلامي" تجاهها مهما كانت الظروف من خلال رجمها بشكل دائم بـ"أم التهم"، طبعا، "الإرهاب"... لا يتم التوقف عن إبراز تلك الورقة حتى عندما تقوم منظمة التحرير بتغيير "ميثاقها" و الإعتراف الكامل بالدولة العبرية و إعلان التفاوض كـ"خيار استراتيجي"... عندما تم إبراز تلك الورقة أمام عرفات بعد سنة 2000 ("نعم عرفات ذاك الشيطان الذي لم يتوقف يوما أن يكون إرهابيا" يعلن بكل ثقة البوق الإسرائيلي) كان ذلك متسقا مع خطاب لم يتوقف و لو لحظة عن "فتح الإرهابية"... و حتى هذه اللحظة لازالت هذه الورقة ماثلة حتى أمام "الرئيس عباس"... و في ذلك درس أساسي: لا يجب أن يكون الخطاب الإسرائيلي السائد مؤشرا على التطورات المستقبلية... يشمل ذلك الخطاب السرمدي حول "حماس الإرهابية"...
قام "جيش الدفاع" في الأيام الأخيرة بـ"محرقته" بشيئ من الفوضى و القتل العشوائي (كما هي العادة) و ينطبق ذلك على "المحرقة" الكلامية أيضا (بالمناسبة تعيش "وزارة الخارجية الإسرائيلية" هذه الأيام اضطرابا عارما في مستوى العلاقات العامة جراء استخدام "نائب وزير الدفاع" كلمته الكارثية و لكن الدقيقة أيضا كما تنقل الجيروزاليم بوست)... لكن طبعا، و مثلما هو حال كل "المحارق" السابقة، إنتهت الخطة العسكرية ضمن محدودياتها الاستراتيجية التي لا تستطيع تجاوزها عندما يتعلق الأمر بمواجهة الدبابات و الصواريخ الموجهة بالليزر و الطائرات المسيرة آليا لمنازل و أحياء سكنية و مدارس يسكنها واحدة من أعلى نسب تركز السكان من الأطفال و المسنين في العالم... عندها ستحقق الخطة العسكرية عددا هائلا من القتلي لكن ذلك لن يشكل "إنتصارا" بأي حال من الأحوال خاصة أن الصف الفلسطيني بدأ يلتحم من جديد (و هو الأمر الذي لا يحبذه أولمرت و "قيادته الأمنية") و لهذا تتوارى منذ ساعات قليلة خطة "المحرقة" مثل دخانها (هنا)... فمنذ تموز 2006 بشكل خاص و "المحرقة اللبنانية" بدأ "جيش الدفاع" يفهم ماذا لا يمكن أن يحققه أكثر مما يمكن أن يحققه عندما يواجه المنازل و سكانها و ليس "الجيش النظامي" الذي اعتاد هزمه حتى غرقه في وحل الجنوب اللبناني مع ثمانينات القرن الماضي... لكن حماس أيضا لا ترغب في "المحرقة"... تتالى التصريحات و التسريبات الدالة على رغبة قيادة الحركة في إقامة وقف إطلاق نار تلتزم بمقتضاه بوقف إطلاق الصواريخ برعاية مصرية-أردنية و على الأرجح ستنقل كوندي رايس تفاصيل المقترح الحمساوي إلي الطرف الإسرائيلي في زيارتها المرتقبة (حسب النيويورك تايمز)... الخطة ليست جديدة تماما حيث تسربت بعض تفاصيلها منذ أسابيع (هنا)... إزاء ذلك يبدو هناك ضغط في الاتجاه المعاكس للتفوض مع حماس "الشيطان" (هنا و هنا)
هل سيواصل أولمرت و "قيادته الأمنية" و حتى النشرات الجوية لـ"القناة الرابعة الإسرائيلية" وصف حماس بأنها "إرهابية"؟ لا شك في ذلك.... هل سيدرس هؤلاء هذه المرة بجدية أكبر مقترح وقف إطلاق النار؟ بالتأكيد و لو أن ذلك لا يعني مواقفة فورية عليه.... إذ سيحتاج "جيش الدفاع" التمرغ في وحول "محارق" أخرى حتى يصطدم بالحقيقة المرة التي لا يرغب أحد في "الإستبليشمانت الإسرائيلي" سماعها: لا يمكن إلغاء حماس بالضبط مثلما لم يكن من الممكن إلغاء حزب الله بضربة أو ضربات عسكرية... فكليهما، و على العكس من الإيمان السائد لدى هؤلاء، ليسا مجرد منظمات "مسلحة-إرهابية" معزولة عن محيطها الشعبي
كتبها:
Tarek طارق...
على الساعة:
04:11
عدد التعاليق: 2 |
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
سلام طارق:
الّي مبكي أكثر فالأمر هو أنّو "الرئيس" عبّاس ولاّ يحكي بلسان ألمارت ...
Il est entrain de donner une légitimité aux crimes israélien
و هذا أخطر من الجرائم الإسرائلية في حد ذاتها...وهذازادة الشيئ الّي قاعد معطل إعادة توحد صفوف الفلسطنين ... حماس و بغضّ النضر عن توجهاتها ... مطالبها الوطنية والإنسانية واضحة, لكن كيف تبدا تحارب ضد عدوك و ضد رئيسك فرد وقت, فإنّو مطالبك تولّي أصعب و أصعب. الله يهديك يا محمود عبّاس !!!
les citoyens de gafsa en greve depuis le 5 janvier dernier brabi tfakrouhom 7atta bklima...
إرسال تعليق