حوار أجراه معي الصحفي هادي يحمد على موقع اسلام اون لاين حول الزيارة المرتقبة لاوباما الى القاهرة و "الرسالة الى العالم الاسلامي" أي الخطاب الذي سيلقيه في جامعة القاهرة.. ملاحظة جانبية: العنوان غير دقيق... المقصود طبعا التغيير في السياسة الامريكية تجاه المنطقة و ليس التغيير بشكل عام
الرابط
حوار - هادي يحمد
اعتبر طارق الكحلاوي، الخبير الإستراتيجي وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة "روتجرز" الأمريكية، أن السياسة الأمريكية لن تشهد أي تغيير حقيقي تجاه العالم الإسلامي، لأن ذلك "غير ممكن لأسباب أهمها أن أي تحول حقيقي في السياسة الأمريكية سيحتاج إلى تغير في الموازين الإستراتيجية في المنطقة"، مضيفا أن هذا التحول "من الممكن أن يحدث فقط عندما يتقلص النفوذ الأمريكي في المنطقة بتأثير عوامل سياسية واقتصادية وحتى حينها لن يحدث بشكل استعراضي وواضح".
وشدد الكحلاوي، في حوار خاص مع شبكة إسلام أون لاين نت، على أن "أصول أوباما الإسلامية العائلية تشكل جزءا صغيرا من تصوره لذاته ودوره الشخصي إذ أن حياته اللاحقة لطفولته خاصة تجارب عمله الحركية والتنظيمية في جامعة هارفارد وشيكاغو هي التي شكلت شخصيته الراهنة وصنعت أوباما الذي نعرفه اليوم".
واعتبر أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة "روتجرز"، أن هناك دلائل كبيرة على أن خطاب الرئيس الأمريكي أوباما للعالم الإسلامي، والذي سيلقيه من القاهرة، سيحمل في طياته رسالة مفادها أن الإسلام "يمكنه أن يتصالح مع الحداثة". وقال الكحلاوي: "الرسالة ستكون بمثابة قطيعة خطابية مع منهج سلفه جورج بوش في تعامله مع العالم الإسلامي".
وفيما يلي نص الحوار
* من المعلوم أن الإدارة الأمريكية الجديدة قررت توجيه رسالة إلى العالم الإسلامي يلقيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما هي توقعاتكم لفحوى هذه الرسالة على ضوء تركيبة الإدارة الأمريكية من جهة والوعود الانتخابية التي قطعها الرئيس قبيل وصوله إلى البيت الأبيض؟
تسرب ما يكفي من المعطيات الآن لتوقع الخطوط العامة لما سيكون عليه فحوى الخطاب/الرسالة الذي سيلقيه أوباما، وحسب العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، فإن الجملة التي سيعيد أوباما التركيز عليها، والتي بدأ باستعمالها بشكل مسترسل منذ اعتلائه سدة الرئاسة في 21 يناير، هي "الاحترام المتبادل مع العالم الإسلامي". وهي الجملة التي تم النظر إليها في البداية على أنها مغازلة للموقف الإيراني بسبب تركيز الخطاب الإيراني الرسمي عليها عند تعرضه للعلاقات المطلوبة مع الإدارة الأمريكية. لكن يبدو أن هناك في الإدارة من يشعر أن هذه الجملة تجلب اهتمام المستمعين المسلمين بشكل عام (وليس طهران فحسب) ومن ثم يمكن التركيز عليها بشكل خاص.
وهناك جمل أخرى سيركز عليها أوباما، مثلما جاء في خطابه السابق في أنقرة، من قبيل أن "الولايات المتحدة ليست ولن تكون في حرب مع الإسلام"، وهي جملة مركزية في الخطاب السياسي لأوباما بشكل عام خاصة في ظل حرصه على عدم استعمال شعارات تعميمية مثل "الحرب على الإرهاب" أو "الفاشية الإسلامية"، وهي مصطلحات تم ترديدها بكثرة من قبل الإدارة السابقة أو الأوساط المحيطة بها.
وبالإضافة إلى هذه القطيعة الخطابية، التي سجلها أوباما منذ اعتلاء الرئاسة، سيضيف أوباما محاور أخرى ربما تبدو أكثر "عمقا"، فقد أسر أوباما لأصدقائه المقربين، طبقا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، بأن الهدف من الرسالة هو تبليغ إيمانه بضرورة وإمكانية "تصالح الإسلام مع الحداثة". ويمكن أن يركز في هذا السياق على إنجازات "العصر الذهبي" للإسلام خاصة في ميادين الرياضيات والعلوم وحتى الدبلوماسية. حيث سيشير إلى دور المسلمين في "إنقاذ المدونة الإغريقية والرومانية من النسيان" وبالتالي "إنقاذ الإرث الغربي ذاته".
في المقابل سيعيد التركيز على أثر قصة سيرته الشخصية، التي بدأ التركيز عليها بمجرد تسلمه مقاليد الرئاسة، وترابطها مع أصوله العائلية الإسلامية عبر والده المباشر الكيني أو والده بالتبني الإندونيسي.
وفي سياق فهم معمق للتاريخ الإسلامي، خاصة إسهامه في بناء الحداثة في إطارها الغربي وتاريخه الشخصي، يرى أوباما عن قناعة أو لأسباب خطابية وسياسية، أنه يتموضع في الموقع الأمثل للعب دور "تجسير الهوة" بين "الغرب والإسلام". وحسب بعض التقارير الأخرى سيكون الخطاب "إيجابيا" بمعنى أنه سيتجنب التركيز مثلا على تقسيم المنطقة إلى "معتدلين" و"متطرفين"، ولا يعني أنه لن يشير إليه، مثلما كان يفعل سلفه بشكل أكثر استرسالا و تكرارا.
وكان خطاب أوباما الخاص بالعلاقة مع الإسلام والمسلمين شديد الحساسية قبل وصوله للرئاسة. فليس سرا أن أوباما كان شديد الحذر لـ"عدم ملامسة" المسلمين خلال الحملة الانتخابية، برغم ميل المسلمين بشكل واضح لأوباما آنذاك، إذ كان من الواضح للجميع، بما في ذلك أوباما والمسلمين، أن الشكوك التي راجت حول أصل ديانته كانت دائما في خلفية الحملة الانتخابية ضد هيلاري ثم ضد ماكين برغم رفض الأخيرين الإشارة المباشرة إليها. وبالتالي كان الجميع يعلم أن موضوع أصول عائلته الإسلامية (عبر والده الكيني المباشر أو والده الإندونيسي بالتبني) يمكن أن يساهم في مزيد من حشد القطاعات الاجتماعية التي تعتبر "الإسلام خطرا"، ومن ثمة كان هناك ميل لأسباب سياسية للقبول بتجاهل أوباما للتعاطف الإسلامي معه.
طبعا كان لأوباما منذ مسيرته السياسية في شيكاغو علاقات قوية بالجاليات العربية والإسلامية هناك، ليس لأنها كانت حتى وقت قريب شديدة البروز في الأوساط السياسية بل لأن أوباما كان يميل لصناعة علاقات مع أمريكيين من أصول أخرى خاصة الإفريقية والآسيوية. كما أن النسبة الكبيرة من الأفارقة الأمريكيين المسلمين المقيمين في شيكاغو حتمت عليه أن يرتبط بعلاقات قوية بها لأسباب انتخابية بالإضافة إلى العوامل الأخرى. هذا إلى جانب التجربة الغامضة التي خاضها في صغره مع أوساط عائلية مسلمة، والتي لم تكن دائما وردية حسب مذكراته لكنه لم يكن يدخر جهدا للإشارة إليها باعتبارها "تجربة ثرية في التنوع" جعلته دائما محل تساؤل طوال طفولته وشبابه حول "هويته".
وأعتقد بشكل عام أنه يشعر فعلا أنه متميز من حيث تشكل شخصيته الذاتية والثقافية خاصة في علاقته بالإسلام ليس فقط عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، بل أيضا عن المؤسسات في واشنطن، وبهذا المعنى حتى إذا لم يحاول مستشاروه التركيز على "قدرة أوباما على تجسير الهوة"، فإنه شخصيا سيشعر بضرورة التأكيد عليها. وهنا لن يكون هناك جدوى في تقييم هذه الرؤية الخطابية بطريقة "إما أبيض وإما أسود" أي ما إذا كانت تستجيب لدواعى سياسية أو لإيمان حقيقي من قبله بأنه يمتلك خصائص استثنائية على مستوى التاريخ الرسمي الأمريكي. إذ على الأرجح أن هذين العاملين والشعورين حاضران لديه بقوة وبشكل متشابك. وهذا ما يمكن أن يؤكد التوقعات العامة بأن خطابه سيكون "إيجابيا"، أي أنه سيستخدم كلاما ليس لشخص قادم من بعيد، وسيلقي بعض المجاملات العامة بل كلاما لشخص يعتبر أن له ما يكفي من التشكل الذاتي والثقافي بأن يتوجه بنوع من "الحميمية" نحو الإسلام ثقافةً وأشخاصاً.
* لماذا برأيكم وقع اختيار مصر بالذات لتوجيه هذه الرسالة وخاصة أن أولى التوقعات كانت تتجه إلى تركيا لتكون محط هذه الرسالة؟
في الحقيقة حتى نكون واقعيين، فإن أوباما بدأ بالتوجه إلى المستمع والمتفرج المسلم بشكل مبكر منذ اعتلاءه مهام منصبه في يناير الماضي، وذلك عبر حوار تليفزيوني ركز فيه لأول مرة على أصوله العائلية الإسلامية وهو ما كان مادة لتعليق الإعلام الأمريكي (سلبا وإيجابا) لبعض الوقت آنذاك، ثم قام بزيارة تركيا التي كانت حلقة من حلقات حملة العلاقات العامة هذه والتي يقوم بها شخصيا وليس من قبل موظف بيروقراطي في وزارة الخارجية مثلما حصل في السنوات الماضية. ومن ثم فإن أسبقية المحطة التركية بوصفها أول زيارة له لبلد ذي أغلبية مسلمة بل وتقوده حكومة ذات ميول إسلامية مسألة لا يمكن تجاهلها، وخطابه في البرلمان التركي في أنقرة يمكن أن نطلق عليه أيضا "رسالة إلى العالم الإسلامي".
"الرسالة" إذا هي مجموعة من الرسالات بدأت منذ لحظة تسلمه مقاليد السلطة وتواصلت عبر خطب، وعبر إشارات رمزية أيضا. تركيا مثلا بوصفها أول محطات رسالة في ذاتها تؤكد ما تسرب حول اعتقاده بضرورة "مصالحة الإسلام مع الحداثة". إذ تمثل نموذجا لنوع من التوافق الذي استغرق تشكله أكثر من قرن بشكل يجعل أحزاب ذات خلفية إسلامية على رأس بلد يعلن على الأقل رسميا أنه علماني.
والمحطة المصرية هي بكل تأكيد حلقة أساسية في سلسلة الرسائل هذه؛ فإذا كانت تركيا محطة مناسبة للتوجه للمسلمين بشكل عام، خاصة من الناحية الرمزية بوصفها آخر مواقع "الخلافة الإسلامية"، تم اختيار مصر بوصفها محطة لمخاطبة قسم رئيسي في هذا "العالم الإسلامي" أي قسمه العربي بما في ذلك غالبيته السنية؛ إذ تبرز مصر في هذا المنظور الأمريكي في مركز حلقة إقليمية وإستراتيجية ذات بعد عربي-سني دون التغافل عن خلفيتها الجامعة أيضا بوصفها المقر السابق لأهم الإمبراطوريات الشيعية أي الدولة الفاطمية. مصر بخلفيتها التاريخية والإستراتيجية الراهنة تبدو محطة طبيعية غير متعارضة بل متكاملة مع المحطة التركية في حملة العلاقات العامة لإدارة أوباما تجاه "العالم الإسلامي".
* هل يعني اختيار مصر لتوجيه هذه الرسالة إعادة اعتبار للدور المصري في المنطقة العربية والإسلامية وخاصة تجاه الدور المتعاظم لإيران في العالم الإسلامي؟
علينا أن نفترض هنا أن الدور المصري، ضمن المنظور الأمريكي بوصفه مركز تحشيد مقابل الدور الإيراني في المنطقة، تم تهميشه مع الإدارة السابقة. لكن في الحقيقة كانت الإستراتيجية الأمريكية خاصة منذ تقلد كونداليزا رايس منصب وزارة الخارجية وستيفين هادلي موقع مستشار الأمن القومي، وصعود ما سمي آنذاك بـ"التيار المحافظ الواقعي الجديد" (على حد تعبير تشارلز كرواثمر)، على خلفية المأزق العسكري والسياسي الأمريكي في العراق، تم إطلاق "صراع المعتدلين ضد المتطرفين" في سياق محاصرة الدور الإيراني المتعاظم في المنطقة والذي بدا واضحا في الخطاب الأمريكي منذ سنة 2004، أنه المستفيد الرئيسي من احتلال العراق.
وعلى العكس يمكن النظر للإشارات الرمزية لأوباما باعتبارها تهميشا أو بشكل أدق تقليصا للدور المصري عما سبق من خلال اختيار المحطة التركية كأول زيارة لأوباما لبلد ذي أغلبية مسلمة، وكذلك من خلال تقليصه الكبير مقارنة بسلفه للخطاب الاستقطابي في المنطقة بين "المعتدلين و المتطرفين" على خلفية عملية جس النبض القائمة على قدم وساق الآن بين واشنطن وطهران. وهنا لا يجب تغييب الدور التركي عن هذه المعادلة خاصة من حيث ترتيب الإدارة الأمريكية لسلم هذه الأدوار.
والدور المصري ربما يجب النظر إليه، وفق نظرة مثالية أمريكية، على أنه دور عربي مساند لدور تركي (الحليف في الناتو) أكثر فاعلية في إحداث توازن مع الدور الإيراني في المنطقة ككل. ولهذا لن يكون من المستغرب إذا دفعت إدارة أوباما أكثر نحو تقارب تركي مصري وأيضا سعودي في المنطقة. والتذكير بهذا الدور السعودي تم بشكل متأخر عبر ترتيب زيارة إلى الرياض قبل القاهرة لكنه مثير للانتباه في جميع الأحوال.
من جهة أخرى تدل معظم المؤشرات أن أوباما لن يقوم بفتح أي ملفات تتعلق بالداخل المصري وبموضوع الإصلاح السياسي العربي بشكل عام مثلما قام سلفه ووزيرة الخارجية رايس قبل سنوات. وهذا يزيح عبئا سياسيا أمريكيا (خطابيا تحريضيا) عن الدور المصري.
* يرى كثير من المراقبين أننا بإزاء تحول حقيقي للسياسة الأمريكية في علاقتها بالعالم الإسلامي، وأن جذور أوباما، وكذا دراسته في مدرسة مسلمة في إندونيسيا لعبت دور في هذا التوجه الجديد.. ما رأيكم؟
طبعا ذلك غير ممكن لأسباب أهمها أن أي "تحول حقيقي" في السياسة الأمريكية سيحتاج إلى تغير في الموازين الإستراتيجية في المنطقة. ويمكن لهذا التحول أن يحدث فقط عندما يتقلص النفوذ الأمريكي في المنطقة بتأثير عوامل سياسية واقتصادية وحتى حينها لن يحدث بشكل استعراضي وواضح. كما أن أصول أوباما الإسلامية العائلية تشكل جزءا صغيرا من تصوره لذاته ودوره الشخصي إذ أن حياته اللاحقة لطفولته خاصة تجارب عمله الحركية والتنظيمية في جامعة هارفارد وشيكاغو هي التي شكلت شخصيته الراهنة وصنعت أوباما الذي نعرفه اليوم.
يبقى أنه يرى فعلا في تنوع أصوله الثقافية معناً إيجابياً وإضافة تميزه، وهذا يمكن أن يعطيه نوعا من الثقة في اقتحام بعض المحرمات المسكوت عنها مثل الإشارة إلى "معاناة المسلمين" كجزء من تعقد الوضع الراهن، ومن ثم الاندفاع نحو قوى أساسية في المنطقة ربما لم تعمل الإدارة الأمريكية سابقا على الاقتراب منها بشكل علني وسلمي.
ودعني أتوقف هنا عند موضوع متعلق بسؤالكم برغم عموميته، وهو موضوع سيكون محل جدال أمريكي لفترة طويلة قادمة، وهو مدى تأثير الصفات الشخصية لأوباما على مسيرته السياسية وعلى مسيرة الوضع السياسي العام في الولايات المتحدة. وهنا لا أعتقد أنه من الممكن أن نميل إلى رؤى حدية تنفي جملة وتفصيلا دور هذه الصفات الشخصية بدعوى "المؤسسية" أو في المقابل تعتقد أن تميزه الشخصي يجعله قادرا على صبغ مؤسسة سياسية عريقة ومعقدة مثلما هي المؤسسة الجمهورية الأمريكية. أعتقد أن أوباما سيذيب نفسه في هذه المؤسسة لكن العناصر المميزة لشخصيته ستضيف إليها وتغيرها بشكل من الأشكال. وعموما لن يكون الوضع السياسي الأمريكي ودور البيت الأبيض والمؤسسة الفيدرالية، هو نفس الدور الذي شهدته عقب انتخاب روزفلت وكينيدي.
* هل هناك تخوفات وتوجسات لدى دوائر صنع القرار والتفكير المرتبطة باللوبي اليهودي من هذا التوجه الجديد لأوباما؟
مما لا شك فيه أن أي كلام إيجابي عن المسلمين والعالم الإسلامي من قبل رئيس أمريكي خاصة عندما يكون بهذه الكثافة الرمزية وهذا التركيز، يشكل مصدر عدم ارتياح لـ"لوبي إسرائيلي" يغلب عليه الطابع "الليكودي". إذ من حيث المفردات والخطاب هناك هوة بين خطاب أوباما والخطاب السائد لهذا اللوبي الذي شجع بعض أقطابه في السنوات السابقة على استعمال مصطلحات من نوع "الفاشية الإسلامية". كما أن المسرح العام لحملة العلاقات العامة هذه يطرح ثنائية "غربية – إسلامية" وبشكل خاص يمنح المنطقة العربية الإسلامية صفة ثقافية خاصة، بشكل يظهر إسرائيل غريبة من الناحية الجيوسياسية.
ولا يجب الاستغراب في هذا السياق من أن العديد من التعليقات التي تعرضت لزيارة القاهرة وخطاب أوباما المرتقب ركزت بشكل خاص على تصاعد الخلاف بين أوباما وحكومة نتنياهو خاصة فيما يتعلق بموضوع المستوطنات. كما أن هناك معطى آخر هام في هذه المعادلة أشرت إليه في مقال أخير في صحيفة العرب القطرية تحت عنوان (الإدارة واللوبي.. حلقة في سلسلة طويلة، 3 مايو)، وهي المؤشرات الدالة على رغبة أوباما في تشجيع "لوبي إسرائيلي" مختلف في واشنطن عن منظمة "إيباك" وهو ما يبدو واضحا في التناسق بين خطابه وخطاب مجموعة جديدة مثل "جي – ستريت" تقدم نفسها بديلا عن "إيباك".
ورغم ذلك فإن أوباما الذي تمرس بما فيه الكفاية على المشي في الرمال المتحركة لواشنطن سيعمل على عدم إثارة شكوك "إيباك" أو غيرها من خلال تكثيف العبارات المطمئنة المعتادة حول "الشراكة الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية". ولو أن الخلاف هذه المرة خاصة أمام إصرار نتنياهو على رفض حتى التنازلات الكلامية والشكلية أمام الإدارة الحالية، سيجعل من الصعب استمرار حكومة الأخير في السلطة. وليس من المستبعد وفقا لبعض التعليقات الأمريكية هذا الأسبوع أن تركيز أوباما على محور المستوطنات خلال الأسابيع الأخيرة كان في سياق بناء مناخ إيجابي لدى المتلقي المسلم قبل خطاب القاهرة
كتبها:
Tarek طارق...
على الساعة:
19:41
لا يوجد أي تعليق |
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق