صدر في "العرب" القطرية 17 ماي هنا
عودة «اليسار الثوري»... «الماوية» نموذجاً (1-3)
طارق الكحلاوي
حتى هذه اللحظة ربما لم أقرأ، كمياً، لكاتب مثلما قرأت للزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ. كانت صور «الرئيس ماو»، مثلما كنا نسميه كأننا نعرفه بشكل حميمي، إحدى صور الطفولة. صوره «البروفايل» والأمامية، ضاحكاً أو أقل مرحاً، ماو الشاب النحيل فارع الطول (قائداً لـ «المسيرة الكبرى» الأسطورية) والكهل ثم العجوز المتثاقل بشكل متزايد، المستلقي على كرسيه بدلال، وهو يهزم اليابانيين، و «شان كاي تشاك» وبقية «البورجوازية الوطنية» دفعة واحدة. صور ماو السباح، الذي يقطع نهر اليانغتسي بشكل روتيني فوق الـ 70 عاماً وهو ينظر مبتسماً، مطمئناً، للكاميرا، بينما يقود «الثورة الثقافية». أتذكر الآن أن أحد الأسباب الأساسية التي تجعل «معرض الكتاب» التونسي في الثمانينيات (ولا علاقة لذلك «المعرض» بمعرض هذه السنين) بالنسبة لصبي مثلي آنذاك مطية لرحلة إلى عوالم جديدة مثل زيارة «الجناح الصيني» حيث نشتري بلا حساب القصص المصورة لـ «الثورة الصينية» وطبعات جديدة لـ «المؤلفات الكاملة».
اكتشاف ماو الكاتب عِوض الصورة كان ولادة مؤلمة ولذيذة في الوقت ذاته. بعد كل هذه السنين تتراءى لي نصوصه روايات مليئة بالشخوص بقدر امتلائها بالأفكار. الانغماس في عقل الماوية يجب أن يصل حد تمثل الصراعات والسجالات التي مر بها ماو وهو يعيد تأسيس «الحزب الشيوعي الصيني» على قاعدة «الثورة في الأرياف» واستراتيجيا «حرب الشعب» ضد «الرفاق» المتمسكين بخط موسكو وبـ «الثورة في المدن»، ويصنع «الجبهة الوطنية» ضد اليابانيين مع «البورجوازية الوطنية»، ليصل إلى السلطة على أنقاض «البورجوازية الوطنية»، ثم ليقود حملة «المئة زهرة» ضد من وصل معه إلى السلطة، وطبعاً، «الثورة الثقافية» ضد... من تبقى من «الرفاق». آه، كم كرهت خصومه بما فيهم «الرفاق»؟! كانت ذروة لذة القراءة تقمص حججه الحاسمة، في «المونولوج» الذي هو نصه حيث لم يكن من المتوقع قراءة الرواية الأخرى، وهي تفحم بلا رجعة خصومه في «صراع الخطين» الذي لا ينتهي إلا ليتجدد، «خصومه» الذين نحس تجاههم بالنقمة في الوقت الذي كنا نخالهم «رفاقه» الخيرين في الفصل السابق.
كانت عملية القراءة ذاتها، وتمثلاتها، حالة تراجيدية الضامن الوحيد فيها الاطمئنان إلى حقيقة أساسية غير مصرح بها وهي أنه مع كل التغيرات والاضطرابات وانعدام الثقة المنبثق عن «صراع الخطوط» هذا فإن «الرئيس ماو» كان «عموماً» وفي نفس الوقت «دائماً» على حق. فمثلما هو الحال مع ماركس وأنجلز ولينين وستالين كانت «الحقيقة» مجسدة بشكل شخصي في فقه وسنة «الخمسة المعلمين» الكبار. وهكذا كـ «ماويين» (بداعي التأصيل الإيديولوجي كان من قبيل الاستقامة والتهذيب الثوريين أن ننسب أنفسنا إلى «الماركسية اللينينية الماوية»، أو «فكر ماو تسي تونغ» في رواية أخرى) كان الجدال يعني، مثلما هو حال أي جدال «أصولي»، أن من هو على «حق» هو ذلك الذي يلتزم أكثر من الآخرين بالتأويل والتفهم والاستنباط ضمن حدود متن الأحاديث «الماركسية اللينينية الماوية». لم يكن نص «الحديث» الماوي ذاته محل الجدال بل كيفية فهمه.
و «المنتصر» عادة، في الجدالات الماراثونية لهذا النوع من الفرق الراديكالية يساراً، هو ذلك الذي يحذق التنسيق بين النصوص-الأصول، بالطبع بعد التفوق في جمع أكبر قدر منها. إذ تاريخ «الماركسية اللينينية الماوية»، وهذا لا يعد سبقاً بطبيعة الحال، بعد ماركس ولينين وماو ليس إلا تاريخ «مفسريها» (exegetes) بالمعنيين الحرفي والاصطلاحي للكلمة.
لكن بسقوط برلين المقسمة سنة 1989 بدأت كرة ثلج سريعة في الانحدار لتجرف معها الكثير بما في ذلك الاستقطاب بين شقين للحركات اليسارية عبر العالم منذ الثورة البلشفية. إذ تراجع منذ تلك اللحظة «اليسار الثوري» أمام «اليسار الإصلاحي»، ولم يعد «إسقاط النظام الرأسمالي-الإمبريالي» بما في ذلك بقوة السلاح شعاراً جذاباً للموضة اليسارية الجديدة. من بين آخر تمثلات «اليسار الثوري» في تلك الحقبة «الثورات الماوية» التي أظهرت رأسها بشكل متفاوت وبالخصوص في البيرو حيث وجهت منظمة «الدرب المضيء»، الذراع العسكرية لـ «الحزب الشيوعي للبيرو»، آخر ضرباتها للحكم الذي بات محاصراً في ليما قبل الانهيار بشكل متسارع في بداية التسعينيات بسقوط «الرئيس غونزالو» (أبيماييل غوزمان) زعيم «الدرب المضيء» في الأسر في أحد الأحياء الراقية في ليما، والذي اكتسب سيرة أسطورية في سياق السرية البالغة التي ميزت تحركاته. كانت صور غوزمان بالملابس المخططة للمساجين «الأكثر خطراً» في قفص كبير، والمعروضة بعناية من قبل القوات الحكومية البيروفية لأجهزة الإعلام الدولية، التعبير المرئي الأكثر كثافة عن التراجع الكبير لـ «اليسار الثوري» آنذاك.
على مدى الـ 20 سنة الماضية بقي نبض «اليسار الثوري» بالكاد حيا خاصة من خلال التعبيرات المرئية المحسوسة والمثالية لرموزه. الترويج المركنتيلي لصور «تشي غيفارا» كسلعة (commodity) من بين سلع بصرية أخرى لم يكن تمثلا لهذه الاستمرارية فحسب بل أيضا للشكلانية التي اصطبغ بها «اليسار الثوري». غير أن المأزق السياسي والاقتصادي المتعاظم للولايات المتحدة وبقية النظام الدولي في السنين الأخيرة قدم على ما يبدو ما يكفي من الأسباب لاسترجاع بعض «اليسار الثوري» بعض قواه. بالإضافة إلى البروز المتزايد للقوى «الفوضوية» (أو «اللاسلطوية») خاصة في مناسبات المؤتمرات الدولية من خلال التظاهر «الثوري» في الشوارع، يبدو البروز الأكثر أهمية من حيث تهديده لمواقع السلطة في الأماكن التي يوجد فيها هو الخاص بالقوى «الماوية».
ضمن هذا السياق تبدو الأخبار الراهنة لـ «الماوية» مناسبة لإعادة زيارة ما يبدو أنه أصبح قصة قديمة من الماضي تبعث على النوستالجيا للبعض، ولكن أيضاً تدعو للنظر من جديد إلى منظومة إيديولوجية تطل برأسها بعناد رافضة التواري ولو أن ذلك يتم على ما يبدو بالكثير من التكرار و «الأصولية» غير الخلاقة.
في الهند، ومنذ منتصف شهر أبريل، حيث تجري الانتخابات البرلمانية الماراثونية طيلة شهر وفي كل ولاية على حدة، كان «الرواق الأحمر» وحده ما يستحق الانتباه في التقارير الإخبارية. «الرواق الأحمر» الهندي، لمن لا يعرف ذلك وهو أمر متوقع للغاية، هو مجال تركز النشاط المسلح للتنظيم العسكري لـ «الحزب الشيوعي للهند» (الماوي) والذي يخترق ست ولايات تقع في الشمال الشرقي لشبه القارة الهندية وذلك يعني ما يفوق الـ 500 مليون نسمة. التنظيم المعروف باسم «الناكساليين» (Naxalites)، نسبة إلى ثورة فاشلة لتنظيم شيوعي مقرب من الصين الماوية في «البنغال الغربية» سنة 1967، قام خلال الأسابيع الأخيرة بعمليات استعراضية تتراوح بين التفجيرات الواسعة قرب المراكز الانتخابية إلى خطف قطار محمل بأكثر من ألف مسافر. «الناكساليون» كانوا «خبر» الانتخابات الهندية بلا منازع إلى الحد الذي كانوا فيه موضوع تقرير خاص في العدد الأخير (2 مايو) من نشرية «النيوزويك» دون غيرها. التقرير ينقلنا إلى «المناطق المحررة» في أرياف ولايات مثل «جهارخاند» حيث لا توجد الحكومة الهندية إلا بشكل اسمي في وسط المدن الكبيرة لولايات «الرواق الأحمر»، وحيث يفرض «الناكساليون» إتاوات خاصة على من يعمل في إدارات حكومية «تحت طائلة الخطف».
نشأ «الحزب الشيوعي للهند» (الماوي) في خريف سنة 2004 إثر اندماج تنظيمين ماويين هنديين. لكن لماويي الهند تاريخ طويل وسلسلة ثورات فاشلة خاصة أواخر ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. التنظيم الجديد خلق قيادة مركزية لتنظيمات مشتتة وكان تعبيراً ودافعاً في الوقت ذاته عن مرحلة من المد العسكري لحرب عصابات متركزة في الأرياف («محاصرة المدن من الريف»). نفس الرؤى تقريبا بقيت مهيمنة إلى هذه اللحظة.
«الأعداء» هم ملاك الأراضي والحكومة يتم النظر إليها على أنها أداة الطبقات «الرجعية» والتعبير السياسي المركز عن المجتمع «شبه الإقطاعي» وعلى رأسه طبقة ملاك الأراضي. وضمن الحكومة، بالمناسبة، يقع تعريف «البرلمان الهندي» وانتخاباته. فيما يشبه أي حملة تكفيرية تم إعلان «الديمقراطية البرلمانية» الهندية كمجرد ديكور لتزويق نمط الإنتاج شبه الإقطاعي. الامتداد الطبيعي لقتل ملاك الأراضي أو مطاردتهم في أقل الأحوال كان «قتل» أي فرص لتحقق أبسط بديهيات «الديمقراطية البرلمانية» أي الانتخابات.
المقال هذا نستنى فيه من عمناول...بالضبط مالمقال هذا
يعطيك صحة طارق! ديمة مشارفنا فالمحافل الدولية :-)
ثمة تعريجة على اليسار التونسي ولا في البقية ؟ و شكراً
ويروولف... تنجم تقول كمالة.. أما يقعد مقال في صحيفة... ما نجمش نذيتو برشة
باج... يعيشك... تنجم تقول هو تمهيد لسلسلة أخرى على اليسار التونسي خاصة رؤيتو للمسألة الثقافية... ما نعرفش وقتاش بش نكتبو
اهلا
خلّيني اسّعّ نقلّك عجبتني افتتاحيّة المقال ، خاطر فيها نَــفَس "شاعري" متماهي مع اسلوب كتابة ماو تسي تونغ نفسو
:)
sinon
حبيت نتفاعل معاك عبر شويّة ملاحظات
ديمقراطية الاحزاب .. بما يفهم منها من صراع و تنافس الاحزاب من اجل الوصول للسلطة ، ما نتصوّرش انّها وفيّه بالقدر اللازم لمفهوم الديمقراطية العريق ، سواء في اصولو اليونانية الكلاسيكية ، او بالتنظيرات الحديثة اللي اوثقت الصلة بين مفهوم الديمقراطية و بين تجلياتو الاجتماعية و بشكل ادقّ الطبقيّة :" الديمقراطية الجديدة" بمعنى انّو ايّ حزب يتقاس ببرنامجو الاقتصادي و الاجتماعي و باليات العمل متاعو ، وفق سؤال محددّ و واضح و لا غنى عنّو : هذا البرنامج لصالح من ؟ ـ
و باش ما نهربوش برشه على مثالك انت ، انا عندي فكرة موجزه على الاربعين نقطه اللي يتكوّن منها برنامجهم ، و اللي هي في مجملها مطالب سياسية /اجتماعية/وطنية ، فعلا تصب في مصالح الغالبية المسحوقه في بلاد 46.5 في المئة من مداخيلو في يد 10 في المئة من الناس ، غارقة في الحرمان و التخلف ، كل حلم شبابو انّو يهاجر للهند و تلتهمو مرتزقة الغوركا ، وأطفالو ، ياقع امتهانهم بشكل عادي
و هالنقاط تتلخّص في الغاء ، او البدء في الغاء التمايز الطبقي ، ارساء نظام علماني ، التخلّص من البؤس مقابل تمتع العائلة المالكه الامتيازات ورا الامتيازات ، من اجل احترام حقوق الاقليات الاتنيّة "المنبوذه" على حد تعبيرهم و من ثمّ ، المساواة بين جميع اللغات المتكلم بيها عندهم ، المساواة في الارث بين الجنسين
وقت اللي نتحدّثو على "تغيير" نطرحو عدة تساؤلات ، اهمّها هل انّو" تغيير" ياقف عند حدود ملامسة هياكل و بنى السلطة السياسية من فوق : حكومات .. قضاء .. دساتير .. ثقافه .. ام هل انّو تغيير يغوص لجوهر و عمق العلاقات المبنية بين الناس ، و اللي على اساسها تتصاغ القوانين و الدساتير و الخيارات الثقافية لتقنين و تشريع الاوضاع السائده
وقت اللي نتّفقو في مفهوم التغيير ، و نحاولو نقطعو مع الاستعمالات "الهلامية" ليه ، وقتها نتصوّر تسهال المرحلة اللاحقة و هي تحديد الاهداف و الأليات ، و وقتها ياقع الكفّ على النظر"أخلاقيا" و "رومنسيا" لاشكال التغيير الحاده ، و من بينها "العمل المسلّح" لانّها لازمه موضوعيا ، و لا يتمّ "التغيير" في مستوياتو العميقة و الجذرية الا بيه
و حتّى انطلاقا من المثال اللي انطلقت منّو انت ، تلقى في النيبال ، تمثيلات مختلفة للفكر اليساري "الراديكال" . كيما وقع ابان التحالف اللي تم في اوائل التسعينات بين "حزب المؤتمر النيبالي" و"الحزب الشيوعي النيبالي" اللي فرض ارساء نوع من "الملكية الدستورية" على قاعدة الديموقراطية برلمانية ، الشي اللي يعتبر انجاز ضخم في بلاد ما حكمتها كان السلالات الوراثية لمدة عقود
عجبتني البارح عبارة لبيغ في خصوص ضرورة عدم اغفال التسلّح بلوجيسيال النقد الذاتي عند اعتناقنا لاديولوجيا معينه ، و على هالاساس لا مناص من القول انّو ما يمكن انّا نتوجّهو بيه من نقد للتجربة الشيوعية في تاريخ الانسانية ، بوصفها ، حبينا و الا كرهنا ، تجربة انسانية هامه ، ما يلزمش يأدّي بينا بالضرورة للسقوط في فخ ما تعمل على ارساؤو و تسريبو و ترويجو دوائر ماهيش بريئه من جرائم ابشع من اللي تمارس في ظلّ حكومات تسمّي روحها " شيوعية " رغم الامراض اللي اصابت عدد هائل من رموزها ، و رغم الاقتتال الدموي اللي وقع الالتجاء ليه لحلّ الصراعات الفكرية و السياسية ، و اللي بين قوسين ماهيش حكر على التجربة "الشيوعية" ، بل انّ المسأله لصيقة بينا منذ الانسان الاوّل (من قابيل و هابيل الى عدوان غزه )
ـ (اضطريت نقسم التعليق ، خاطر ما حبّش يتنشر كامل)ـ
اخشى انّو تصبح الرؤية المتأمركه للـ"ارهاب" تسري حتى في دماء اكثرنا تنوّرا و معرفه بالامور
فما يشهدو العالم من "صحوة يسار" اسياويه/لاتينية .. نستغرب استنكار "شراستها" و" ارهابها" و "عنفها" مقابل التغاضي على شراسة و ارهاب و عنف راس المال المعولم اللي انتجها ، و شراسة الطّغم المكبّشة في السّلطة في حين شعوبها غارقة في الجوع و الامراض و الجهل ، شراسة هالعايلات المالكه موش فقط ضدّ شعوبها المزمّره ، بل ضدّ ايّ نفس منها هيّ ، يشير مجرّد الاشارة الى ضرورة تنفيس الامور ، و هنا تستحضرني المجزرة اللي وقعت في مأدبة العشاء داخل الاسرة الحاكمه ، في مطلع القرن ، و اللي وقع تبريرها كالعاده بجنون احد افراد العائلة اثر صدمات و انهيارات عاطفية ، لكن اغلب ظنّ المتابعين للاحداث هناك ، مشى الى احتمال انّها تصفية حسابات ضدّ بعض الاصوات الليبرالية اللي دعات من داخلهم الى عدم استخدام الجيش ضدّ الـ"ثوّار" ـ،في مطلع هذا القرن
صحيح الاسئلة ما توفاش ، و انا نفسي نفضّل طرح الاسئلة على تقديم الاجوبه الجاهزة المحفوظه عن ظهر قلب
الى أي حد الصحوة هاذي تنجم تكون ردّ موضوعي على شعارات السطحية اللي من نوع : لا شرقية و لا غربية ... الخ ...و الادّعاءات بـ"فشل الايديولوجيات الوضعية" في التغيير ولصالح المشاريع ذات العمق الديني/ السياسي ، الاسلامويّه بوضوح
و الى أي حد تنجم تكون ردّ على الفكرة السايده ، و الخاطئه بسبب اطلاقيتها ، انّو أي حركه يسارية ليست في النهاية سوى هيكل تجسسي لصالح السوفيات ، الفكرة اللي وإن كانت صحيحه في ظرف تاريخي و سياسي و استراتيجي معيّن ، وقت اللي اصبحت فيه الاحزاب "الشيوعية" العربيه ، و حتى في العالم ، تنتظر الموقف من قضاياها الداخلية من خلال مكالمات هاتفية من موسكو . لكن هاذا ما كانش ينفي وجود قراءات يسارية منسجمة مع مرجعياتها النظرية ، و تتفاعل مع واقعها الخصوصي دون املاءات
الى أي حدّ تنجّم هالــ"صحوة" تساعدنا على القطع و التخلّص من الاجوبة الجاهزة ، و المطبوخة في البيت الابيض ، و مفوّحة بالبترول الخليجي ، انّو سقوط الاتحاد السوفييتي ، بما يعنيه من نهاية طبيعية لصراعع/حرب مابين قوتين متسلّطتين ، هو ضرورةً سقوط و هزيمه للـعلمانية و اليسارية و الاشتراكية و الشيوعية و الكفر و الالحاد و..و..و
و اكثر من هاذا
برشه اسئلة مطروحه على اليسار خاصة في شقّو الكلاسيكي
الم يحن الوقت للنظر الى الواقع نظرة اكثر تحررا من سلطة المرجعيات النظريه المتكلّسه ؟؟
هل انّها أليات العمل الكلاسيكية قرآنا منزلا ، يعتبر الاستغناء عنها من قبيل "التحريفية" اذا ما اتيحت وسائل اخرى قد تحقق نفس الاهداف ، باقل الخسائر ؟؟
اليس اليسار الراديكالي هو اكثر المستفيدين من انهيار الاتحاد السوفياتي ، على قاعدة تثبيت استقلالية قراراتو و برامجو و الياتو؟؟؟
الم يحن الوقت للقطع مع اساليب سحب/اسقاط التجارب و سحب/اسقاط التطبيقات متاع الشعوب الاخرى بشكل صناديقيان صحّ التعبير
نعرف اطراف يسارية في تونس ، رغم احترامي لتجربتها اللي طبعت بيها سنوات عدة مجالات (جامعات .. نقابات...) و خرّجت مفكّرين و مبدعين جيدين ، الا انّهم هنا هنا وين بداو يراجعوا في رؤيتهم للحرية السياسية و هل انّ المطالبة بيها عمل"ثوري" او عمل "اصلاحي" ـ
على كل انا في انتظار الجزء الخاص باليسار في بلادنا
إرسال تعليق