سألني بعض الأصدقاء منذ الأسبوع الفارط حول تطورات الانتخابات التمهيدية... لكن توعك صحي طارئ و التزامات أكاديمية حالت بيني و بين التعليق على ما يجري... مر (منذ دقائق) "الثلاثاء الحاسم" (أو "الكبير") بدون أن يكون "حاسما"... لنترك إلي جانب انتخابات الحزب الجمهوري و التي أعتقد أن أجواءها تؤكد بكل المقايسس عدم تحمس الناخب الجمهوري و انقسامه الكبير (و هذا مجرد مؤشر إضافي على أن مرشح الحزب الديمقراطي هو الذي سيتم انتخابه رئيسا قادما للولايات المتحدة)...
ملخص نتائج الثلاثاء كما يلي:
-انتصار هيلاري في الانتخابات الشعبية (أي أصوات المسجلين كناخبين ديمقراطيين أو مستقلين) في الولايات التي تحمل أكثر عدد من المندوبين (ماساسوشيتس، كاليفورنيا، نيويورك...)
-الولايات الكبيرة التي انتصرت فيها هيلاري نافسها فيها أوباما بقوة و بشكل لم يكن متوقعا منذ أسبوعين فحسب... و وفقا لقواعد الحزب الديمقراطي الانتخابية سيتم اقتسام المندوبين بشكل نسبي حسب عدد الأصوات مما يعني أنه لن يخرج خاسرا تماما من هذه الولايات الكبيرة
-إنتصار أوباما في الولايات الجنوبية و وسط أمريكا... ليس بفضل تجند الناخبين الأفارقة فحسب بل أيضا لاختراقه للناخبين البيض الجنوبيين مما أصبح مؤشرا واضحا على أن أوباما يستطيع أن يكون مرشحا متعدد الأعراق
-مقابل ذلك احتفظت هيلاري بغالبية ضمن الأصوات النسوية و الهيسبانيك (الأصول اللاتينية)
-يتمتع أوباما بأسبقية واضحة في الطبقات المتعلمة و المثقفة أو الناشطين في صفوف الحزب الديقمراطي و لهذا فهو ينتصر كلما كانت الانتخابات حصرية أو مضيقة (كوكس) مثلما هو الحال في بعض الولايات
في المحصلة: الأهم أصوات المندوبين... يلزم على المرشح الديمقراطي كسب أصوات 2025 مندوبا كحد أدني حتى يمكن له ضمان ترشيح الحزب و ذلك قبل المؤتمر الذي سينعقد في 13 ماي القادم... حسب آخر التقديرات من مصادر مختلفة (حتى هذه الساعة) فإن أوباما سييخرج من نتائج "الثلاثاء الحاسم" على الأرجح بعدد أقل قليلا من المندوبين: مثلا (تقديرات سي أن أن) أوباما حوالي 1020 مقابل هلاري حوالي 1040 مندوبا... نفس التقديرات تشير إلى أن أوبما سيتفادى الفارق في الأسبوع القادم في الولايات التي تعتمد انتخابات حصرية (كوكس) و التي تميل لاختياره منذ بدأت الإنتخابات التمهيدية... هذا يعني أن الصراع لايزال في بدايته... و التقديرات تقول الآن على أساس الانتخابات الباقية حتى يوم المؤتمر العام للحزب أن الصراع سيبقى شديدا... و أن صاحب النفس الأطول هو الذي سيحسم الصراع (ليس هناك قلق من الموارد المالية في المعسكرين حيث لديهما ما يكفي من المال لمواصلة حملتيهما)... ربما في النهاية سينتهي الأمر الى أيدي "المندوبين الكبار" (سوبر ديليقاتس) و هو نادي من "شيوخ" الديمقراطيين (رؤساء و اعضاء مجلس شيوخ و حكام ولايات سابقين)... و حتى الآن هناك أسبقية لهيلاري على أوباما في هذا النادي بفعل قربها من الإستبليشمانت.... لكن الأمور يمكن أن تتغير خاصة مع انضمام رموز من هذا النادي (خاصة تيد كينيدي و جون كيري) لأوباما في الأسابيع الأخيرة...
لدي ملاحظة في علاقة بأوباما... كنت أشرت (هنا) ليلة خطابه الشهير و التاريخي أننا إزاء ولادة زعيم جديد (و فعلا كان للخطاب أصداء متعاظمة من ذلك الوقت)... إثر الخطاب تغيرت الكثير من الحسابات و تعاظمت حملته رغم انه انهزم ليلتها.. كلمة السر لدى أوباما هي إستقلاليته عن الماضي... و هو الأمر الذي نجح في تأكيده منذ ذلك الوقت إلا في الأسبوع الأخيرعندما خفض من لهجته الحاسمة تجاه هيلاري (في الحوار الذي جرى بينهما في كاليفورنيا)... أعتقد أنه كلما أبرز الفروقات بينه و بين هيلاري كلما كانت حظوظه في النجاح أكبر و العكس بالعكس... من الواضح أن هناك حاجة في صفوف الحزب و بين المستقلين لسماح خطاب يحسم مع الماضي... و لهذا أهم الأرقام في هذه الانتخابات هي أرقام المشاركة الانتخابية و سن المشاركين
أخيرا: يجب القول أنه من الرائع أن أشهد مثل هذا التجاذب القاعدي المشوق و الساخن... يجري هذا في علاقة بانتخاب مرشح الحزب فحسب فماذا لو تعلق الأمر بمرشح الرئاسة... كل هذه الأجواء منسجمة مع تعمق الحوارات التي تدور بين المرشحين الديمقراطيين و التي خرجت من اللغة الخشبية المعتادة و المجاملات المتبادلة (خاصة حول موضوعي السياسة الخارجية و التأمين الصحي و دور اللوبيات)... هناك صراع حقيقي سلمي و في غاية التحضر يشق الولايات المتحدة... في النهاية إما ستنتصر إمرأة أو رجل أسود... لكن مهما كانت النتيجة، إذا، هناك لحظة تاريخية بصدد الصنع...
سأرجع بالتفصيل مرة أخرى لتطور مواقف الطرفين من الصراعات في منطقتنا و هو الأمر الذي تعرضت إليه في أوقات سابقة (هنا مثلا)..
ملخص نتائج الثلاثاء كما يلي:
-انتصار هيلاري في الانتخابات الشعبية (أي أصوات المسجلين كناخبين ديمقراطيين أو مستقلين) في الولايات التي تحمل أكثر عدد من المندوبين (ماساسوشيتس، كاليفورنيا، نيويورك...)
-الولايات الكبيرة التي انتصرت فيها هيلاري نافسها فيها أوباما بقوة و بشكل لم يكن متوقعا منذ أسبوعين فحسب... و وفقا لقواعد الحزب الديمقراطي الانتخابية سيتم اقتسام المندوبين بشكل نسبي حسب عدد الأصوات مما يعني أنه لن يخرج خاسرا تماما من هذه الولايات الكبيرة
-إنتصار أوباما في الولايات الجنوبية و وسط أمريكا... ليس بفضل تجند الناخبين الأفارقة فحسب بل أيضا لاختراقه للناخبين البيض الجنوبيين مما أصبح مؤشرا واضحا على أن أوباما يستطيع أن يكون مرشحا متعدد الأعراق
-مقابل ذلك احتفظت هيلاري بغالبية ضمن الأصوات النسوية و الهيسبانيك (الأصول اللاتينية)
-يتمتع أوباما بأسبقية واضحة في الطبقات المتعلمة و المثقفة أو الناشطين في صفوف الحزب الديقمراطي و لهذا فهو ينتصر كلما كانت الانتخابات حصرية أو مضيقة (كوكس) مثلما هو الحال في بعض الولايات
في المحصلة: الأهم أصوات المندوبين... يلزم على المرشح الديمقراطي كسب أصوات 2025 مندوبا كحد أدني حتى يمكن له ضمان ترشيح الحزب و ذلك قبل المؤتمر الذي سينعقد في 13 ماي القادم... حسب آخر التقديرات من مصادر مختلفة (حتى هذه الساعة) فإن أوباما سييخرج من نتائج "الثلاثاء الحاسم" على الأرجح بعدد أقل قليلا من المندوبين: مثلا (تقديرات سي أن أن) أوباما حوالي 1020 مقابل هلاري حوالي 1040 مندوبا... نفس التقديرات تشير إلى أن أوبما سيتفادى الفارق في الأسبوع القادم في الولايات التي تعتمد انتخابات حصرية (كوكس) و التي تميل لاختياره منذ بدأت الإنتخابات التمهيدية... هذا يعني أن الصراع لايزال في بدايته... و التقديرات تقول الآن على أساس الانتخابات الباقية حتى يوم المؤتمر العام للحزب أن الصراع سيبقى شديدا... و أن صاحب النفس الأطول هو الذي سيحسم الصراع (ليس هناك قلق من الموارد المالية في المعسكرين حيث لديهما ما يكفي من المال لمواصلة حملتيهما)... ربما في النهاية سينتهي الأمر الى أيدي "المندوبين الكبار" (سوبر ديليقاتس) و هو نادي من "شيوخ" الديمقراطيين (رؤساء و اعضاء مجلس شيوخ و حكام ولايات سابقين)... و حتى الآن هناك أسبقية لهيلاري على أوباما في هذا النادي بفعل قربها من الإستبليشمانت.... لكن الأمور يمكن أن تتغير خاصة مع انضمام رموز من هذا النادي (خاصة تيد كينيدي و جون كيري) لأوباما في الأسابيع الأخيرة...
لدي ملاحظة في علاقة بأوباما... كنت أشرت (هنا) ليلة خطابه الشهير و التاريخي أننا إزاء ولادة زعيم جديد (و فعلا كان للخطاب أصداء متعاظمة من ذلك الوقت)... إثر الخطاب تغيرت الكثير من الحسابات و تعاظمت حملته رغم انه انهزم ليلتها.. كلمة السر لدى أوباما هي إستقلاليته عن الماضي... و هو الأمر الذي نجح في تأكيده منذ ذلك الوقت إلا في الأسبوع الأخيرعندما خفض من لهجته الحاسمة تجاه هيلاري (في الحوار الذي جرى بينهما في كاليفورنيا)... أعتقد أنه كلما أبرز الفروقات بينه و بين هيلاري كلما كانت حظوظه في النجاح أكبر و العكس بالعكس... من الواضح أن هناك حاجة في صفوف الحزب و بين المستقلين لسماح خطاب يحسم مع الماضي... و لهذا أهم الأرقام في هذه الانتخابات هي أرقام المشاركة الانتخابية و سن المشاركين
أخيرا: يجب القول أنه من الرائع أن أشهد مثل هذا التجاذب القاعدي المشوق و الساخن... يجري هذا في علاقة بانتخاب مرشح الحزب فحسب فماذا لو تعلق الأمر بمرشح الرئاسة... كل هذه الأجواء منسجمة مع تعمق الحوارات التي تدور بين المرشحين الديمقراطيين و التي خرجت من اللغة الخشبية المعتادة و المجاملات المتبادلة (خاصة حول موضوعي السياسة الخارجية و التأمين الصحي و دور اللوبيات)... هناك صراع حقيقي سلمي و في غاية التحضر يشق الولايات المتحدة... في النهاية إما ستنتصر إمرأة أو رجل أسود... لكن مهما كانت النتيجة، إذا، هناك لحظة تاريخية بصدد الصنع...
سأرجع بالتفصيل مرة أخرى لتطور مواقف الطرفين من الصراعات في منطقتنا و هو الأمر الذي تعرضت إليه في أوقات سابقة (هنا مثلا)..
أهلا طارق...صدقني بقيت نستنى في الحوصلة اللي باش تعملها بعد الثلاثاء الكبير بما أنك شاهد على العصر و ما خيبتليش ظني
اولا شاءالله لاباس يا طارق لينا برشة ما سمعناش صوتك .ثانيا حسب رايي و حسب ماعرفت اللي اوباما رغم اللي هو توا حاصل على الاجماع متاع اغلب الديمقراطيين وانا نتمنى يطلع هو رئيس لكن يظهرلي اللي الامريكان راسيست ما يتفاهموش على اسود رئيس لبلادهم ويظهرلي عمرها ما صارت انو اسود والا مرا شد عليهم رئيس رغم الل يتشدقوا بالديمقراطية ويظهرلي اللعبة اللي داخلين فيها خاسرة اذا كان موش محسوبة مسبقا مع الجمهوريين هذا رايي .
إرسال تعليق